سعد الدين الحارثي المحدث، وكان من أعز أصحابه، جعل يحمد الله ويشكره ويستغفره، فعرض له بذكر واقعته مع الشيخ شمس الدين الأيكي ووقوعه في حقه وحق الشيخ شرف الدين وكيف نسبهما الى الحلول وهما بريئان منه وقال: كيف يتصوّر أن الشيخ يميل في قصيدة نظم السلوك الى الحلول، وقد نزّه عقيدته بقوله فيها:

[الطويل]

وكيف (?) وباسم الحقّ ظل تخلّقي ... تكون أراجيف الضّلال مخيفتي

وها دحية وافى الأمين نبيّنا ... بصورته في بدء وحي النبوّة

أجبريل قل لي كان دحية إذ بدا ... لمهدى الهدى في صورة بشرية

وفي علمه عن حاضريه مزيّة ... بما هيّة المرئي عن غير مزية

يرى ملكا يوحى اليه وغيره ... يرى رجلا يدعى اليه بصحبة

ولي من أتمّ الرؤيتين اشارة ... تنزه عن رأى الحلول قصيدتي (?)

وفي الذكر ذكر اللبس ليس بمنكر ... ولم اعد عن حكمي كتاب وسنة

فقال (?): أنا أحب الناس في نظم الشيخ، وحفظت ديوانه وأنا شاب، وانتفعت بحفظه، وهذه الأبيات ما كأني قط سمعتها إلا في هذه الساعة، وقد زال (14 ب) الآن من ذهني ما كنت أعتقده من الشيخ في قصيدته من الحلول وأنا أستغفر الله تعالى مما جرى مني [من الكلام في حقه] (?) وأنا تائب الى الله من الوقوع في حق أهل هذه الطريقة، فمنهم أصبت، وبالتوسل الى الله ببركاتهم سلمت. ثم فوض اليه القضاء، وما برح متوليه الى أن مات.

وأراد السلطان الملك الكامل زيارته (?)، فنزل إليه الى الجامع الأزهر، وكان الشيخ مقيما بدار الخطابة، فخرج الشيخ من الباب الذي بظاهر الجامع هاربا ولم يجتمع بالسلطان.

وكان للشيخ [ابن الفارض] (?) أربعينات متواصلة ¦ لا يأكل ولا يشرب ولا ينام (?)، قال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015