وخمسين وخمسمائة بجزيرة ابني عمر (?)، وهم من أهلها، ومات في شعبان بالموصل رحمه الله تعالى.
وفيها مات أبو الرضىّ عبد الرحيم بن محمد بن محمد بن ياسين ابن أبي البركات، سبط (5 ب) أبي القاسم يحيى بن علي بن فضلان (?). قرأ الفقه على جده، ثم سافر الى الموصل، وقرأ على أبي حامد بن يونس، وأقام عنده مدّة، وحصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف فصار حسن المناظرة وعاد الى بغداد، وتولى الاعادة بالمدرسة النظامية، وولي النظر بديوان الزمام وعزل ثم رتب ناظر الوقف العام مدّة، ولم يزل كذلك الى أن مات.
وفيها مات أبو المحاسن، شرف الدين محمد بن نصر الله بن الحسين بن عنين (?) الأنصاري الكوفي الأصل، الدمشقي المولد، الشاعر المشهور، كان خاتمة الشعراء لم يكن في عصره مثله، ولم يكن شعره مع جودته مقصورا على معنى واحد. وكان غزير المادة من الأدب مطلعا على معظم أشعار العرب، وكان مولعا بالهجاء وثلب أعراض الناس، وله قصيدة طويلة جمع فيها خلقا من رؤساء الناس من أهل دمشق سمّاها: «مقراض الأعراض».
وكان السلطان صلاح الدين قد نفاه من دمشق بسبب وقوعه في الناس، فلمّا خرج منها عمل قوله: [الكامل]
فعلام أبعدتم أخا ثقة ... لم يجترم ذنبا ولا سرقا
إنفوا المؤذّن من بلادكم ... إن كان ينفى كلّ من صدقا
وطاف البلاد من الشام والعراق، والجزيرة، وأذربيجان، وخراسان، وغزنة (?)،