كانت تقع هذه المدرسة بزقاق القناديل في مدينة مصر قرب الجامع العتيق، أنشأها الوزير الصاحب بهاءالدين علي بن محمد بن سليم بن حنا سنة 654 هـ / 1256 م، وسمي زقاق القناديل بهذا الاسم لأنه كان يسكنه الأشراف، فكانوا يعلقون القناديل على أبواب منازلهم.
أول من درس بهذه المدرسة الصاحب فخر الدين محمد ابن بانيها الوزير الصاحب بهاء الدين، وظل يدرس فيها إلى أن مات في سنة 668 هـ / 1265 م فتولى التدريس بعده ابنه الصاحب زين الدين أحمد الذي استمر بالتدريس بالمدرسة الصاحبية لحين وفاته سنة 704 هـ / 1301 م. وكان يوجد بهذه المدرسة خزانة كتب جليلة (?).
أنشأه عمرو بن العاص بمدينة فسطاط مصر في سنة 21 هجرية، ويقال له تاج الجوامع، وهو أول مسجد أسس بديار مصر، ويقال له أيضا الجامع العتيق (?).
عني به في عصر المماليك الكثير من السلاطين والأمراء والوجهاء منهم: السلطان الظاهر بيبرس، فقد أمر بترميم ما تهدم منه وتجديد بعض أجزائه وذلك في سنة 666 هـ / 1267 م، والسلطان المنصور قلاوون الذي أمر بتجديده في سنة 687 هـ / 1288 م والأمير سلار نائب السلطنة، فقد أمر بتجديده بعد الزلزال الذي وقع في مصر في سنة 702 هـ / 1302 م، ورئيس التجار برهان الدين إبراهيم بن عمر سنة 804 هـ / 1401 م في عهد الظاهر برقوق.
ويبدو أنه كان لهذا الجامع دور ثقافي وتعليمي ناشط بدليل أن المقريزي ذكر نقلا عن الأديب المؤرخ شهاب الدين الأوحدي ما ملخصه:
«أن العلامة شمس الدين محمد بن الصائغ أدرك بجامع عمرو بمصر قبل الوباء في سنة 749 هجرية بضعا وأربعين حلقة لإقراء العلم لا تكاد تبرح» (?).