الاسكندرية فقط. بدليل ما ذكره ابن دقماق في كتابه الانتصار، حيث أشار الى الكثير من المدارس التي أنشئت في القرى والأقاليم البعيدة (?).
وسوف نستعرض بعضا من المدارس والمساجد الجامعة التي أنشئت في العصر المملوكي أو ما قبل هذا العصر وظلت موضع عناية واهتمام من قبل سلاطين وأمراء المماليك فيما بعد، معتمدين في دراستنا في أكثر الأحيان على ما ذكره المقريزي في خططه.
بناها الأمير جمال الدين يغمور بأمر من السلطان الظاهر بيبرس البندقداري الذي كان مقيما آنذاك في الشام، فأرسل الى الأمير جمال الدين كتابا يدعوه فيه إلى بناء هذه المدرسة «وأن لا يستعمل فيها أحدا بغير أجرة، ولا ينقص من أجره شيئا».
فشرع في بنائها في سنة 660 هـ / 1261 م، وانتهى منها في سنة 662 هـ / 1263 م. ولم يبدأ في بنائها حتى رتب السلطان وقفها. وبعد الانتهاء من بنائها أقيم احتفال كبير بهذه المناسبة، حضره القراء والعلماء من كل طائفة، فتناظروا في علومهم، وفي نهاية المناظرة مدت الأسمطة لهم فأكلوا وقام الأديب أبو الحسن الجزار فأنشد قصيدة بهذه المناسبة.
ولقد كان بهذه المدرسة خزانة كتب عظيمة تشتمل على أمهات الكتب من سائر العلوم، وبجانبها مكتب لتعليم الأيتام المسلمين كانت تصرف لهم المعونات من أموال وألبسة (?).
كان موقع هذه المدرسة في داخل باب المارستان الكبير المنصوري بخط القصرين بالقاهرة، أنشأها هي والقبة والمارستان الملك المنصور قلاوون الألفي الصالحي على يد الأمير علم الدين سنجر الشجاعي، ورتب فيها دروسا على المذاهب الأربعة، وأيضا درسا في الطب ورتب بالقبة درسا للحديث النبوي الشريف ودرسا لتفسير القرآن الكريم «وكان لا يليها في التدريس إلا أجلّ الفقهاء المعتبرين» (?).