والبلاد التي (?) كل مدينة قدر بيت المقدس مرات وأهل هذه المدائن بقدر بني إسرائيل مرات كثيرة، وأنّ الخلائق لم يكونوا رأوا ولا يرون بمثل هذه الحادثة، فإنّ هؤلاء الملاعين ما أبقوا على أحد بل قتلوا الرجال والنساء والأطفال، وشقوا بطون الحوامل، فإنا لله وإنا إليه راجعون. والذي ملكوه التتار من الأقاليم إقليم خراسان وكرسيه نيسابور، ومن مدنه المشهورة طوس وهراه، وتزرمذ، وبلخ، وهمذان، ونسا، وكنجة، ونهاوند، وعراق العجم وكرسيه أصبهان ومن مدنه قزوين وقم وقاشان وسهرورد وسجستان وطبرستان وكيلان وبلاد الاسماعلية وعراق العرب وكرسي مملكته بغداد ومن مدنه واسط والدينور والكوفة (124 أ) والبصرة وغيرهم وأذربيجان وكرسيها تبريز ومن مدنها خوى وسلماس، ونقجوان وغيرهم، وخوزستان وكرسيها شثتر ومن مدائنها الأهواز وغيرها، وبلاد فارس ومن مدنها شيراز، وكيش ونعمان وكازرون والبحرين وديار بكر وكرسيها الموصل ومن مدائنها ميّافارقين ونصيبين وسنجار واسعرد ورأس العين ودنيسر وحرّان والرها وجزيرة ابني عمر وبلاد الروم وكرسيها قونية وأعمالها فصلت قديما، وأقليم الخطا، وأقليم تركستان واقليم كاشغر واقليم الري واقليم كرمان واقليم بخارى واقليم همذان وأقليم سمرقند وأقليم مراغا وأقليم الغورية وأقليم بيلقان (?) والجزيرتين وأقليم الشام الى غزة. وكانت هذه المصيبة قد طبقت الأرض طولا وعرضا، إلى أن كسرهم السلطان السعيد الشهيد الملك المظفر سيد الدين قطز المعزي، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته وأحله دار كرامته.

وفيها بعد كسرته التتار، سار [الملك المظفر بعساكره] (?) الى أن قدم دمشق فدخلها ونظر في أحوالها وجدد الاقطاعات بمناشيره، ورتب بها الأمير علم الدين سنجر الحلبي الصالحي نائبا ونجم الدين أبو الهيجاء ابن خشترين (?) الكردي، ورتب علاء الدين ابن صاحب الموصل (124 ب) نائب السلطنة بحلب، وأقر الملك المنصور محمد صاحب حماة بها (?) وحضر اليه الملك الأشرف صاحب حمص فأكرمه وأقرّه على ما بيده، ولم يؤاخذه (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015