طليعة التتار عليها، فلما عاينوا عساكر المسلمين هربوا تحت ظلام الليل. ووصل الملك المظفر الى غزة وأقام بها يومه حتى تلاحقت العساكر وأصبح فساق وراءهم، وكانت عساكر التتار متفرقة في البلاد. فلما بلغ الخبر الى بيدرا وكتبغا، كتبوا (?) الى مقدمي العساكر وأمروهم (?) بالحضور، ولما رحل المظفر من غزة سلك طريق الساحل فاجتاز بمدينة عكا وهي يومئذ بيد الفرنج، فلما عاينوه، أرسلوا له الهدايا والتحف والضيافات، والتقاه ملوكها فأعرضوا عليه أن يأخذ معه نجدة فلاطفهم السلطان، وأخلع عليهم واستحلفهم أن (?) يكونوا (122 ب) لا له ولا عليه وما له حاجة بنصرتهم، وقال لهم: «والله العظيم ونبيه الكريم متى تبعه منهم (?) فارس أو راجل [يريد أذى عسكر المسلمين] (?) قتلتكم قبل ملتقاي التتار، وقد عرفتكم ذلك. عند ذلك كتب كل من الملوك الى قبائله بما سمعوه ثم أنّ السلطان جمع الأمراء [وحضهم على قتال التتر] (?) وقال لهم: يا مسلمين قد سمعتم ما جرى على أهل الأقاليم من القتل والسبي والحريق، وما منكم أحد إلا وله مال وحريم وأولاد، وقد علمتم أنّ أيدي التتار تحكمت في الشام وقد أوهنوا قوى دين الاسلام، وقد لحقني على نصرة دين الاسلام الحمية، فيجب عليكم يا عباد الله القيام في جهاد أعداء الله حق القيام، يا قوم جاهدوا في الله بصدق النية تجارتكم رابحة وأنا واحد منكم وها أنا وأنتم بين يدي رب لا ينام ولا يفوته فائت ولا يهرب منه هارب. قال، فعند ذلك ضجت الأمراء بالبكاء وتحالفوا أنهم لا بقاء لهم في الدنيا الى حين تنكشف هذه الغمة، فعند ذلك جرد السلطان، الأمير ركن الدين بيبرس وصحبته جماعة من العساكر وأرسله طليعة، فوقع على طليعة التتار فالتقى معهم وكسرهم (?)، فوصل الخبر الى الملك المظفر، فرحل ونزل مقابل عين جالوت من أرض كنعان، نهار الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان، منها، وتقدم بيدرا وكتبغا وتلاقى العسكران واقتتل الجيشان وتقدم الملك المظفر وسمح بنفسه وتكرم وصاح في العساكر (123 أ) الإسلامية فثبتوا، فلما علم الله من الملك المظفر صدق النية أنزل الله نصره على المؤمنين، وكسر العدو المخذول كسرة قوية الى قرب مدينة بيسان، ثم عادوا والتقوا مع المسلمين وكانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015