وكان أصله أرمنيا مملوكا لرجل خياط فاشتراه منه العادل نور الدين (?)، وكان مليح الصورة، حسن التصرف وكان يبعث في كل سنة الى مشهد الإمام علي بقنديل ذهب [زنته] (?) ألف دينار وشمعدان مطعّم بالذهب والفضة، وذلك أنه قد رأى أوائل أمره انه كلما عاش سنة وهو ملك الموصل يكون عليه للمشهد قنديل من ألف دينار، ولم يزل على ذلك حتى مات، فحكي انه عدّ في المشهد من جهته أربعون قنديلا وأربعون شمعدانا وعليها اسمه، وكان يبعث بالصدقة الكثيرة.
وفيها مات القاضي عز الدين محمد بن القاضي الأشرف، أبو العباس أحمد ابن القاضي محيي الدين عبد الرحيم البيساني المعروف بالقاضي الفاضل (?) بدمشق ودفن بقاسيون.
(119 ب) وكان ينشد لوالده القاضي الأشرف: [البسيط]
يا دولة لا الظلم لقّيت صالحة ... هل لانقراضك من وقت فينتظر
وكيف يرجو صلاحا أو يرى فرحا ... وفيك طول وفي أعمارنا قصر
وفيها في رابع المحرم مات الشيخ الصالح نجم الدين أبو العباس، أحمد بن تاميت اللواتي [الفاسي] (?) ودفن بالقرافة الكبرى بزاويته.
وفيها مات منيف بن شيحة [الحسيني] (?) صاحب المدينة النبوية - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والرحمة - وملكها بعده أخوه جماز.
وفيها في سادس شعبان مات بدمشق شخص يعرف بالشيخ يوسف الاقميني (?)، كان يأوي الى القمامين في أكثر أوقاته والمزابل وكان يلبس الثياب الطوال حتى أنها تكنس الأرض وهو حافي حاسر الرأس، طويل الصمت، قليل استعمال الماء والناس يعتقدون فيه الصلاح ويحكون عنه العجائب والغرائب وعقله ثابت وكثير من العوام يتقربون إليه بالمأكول