فريضتك. ثم أنزل السطل رابع مرة، فطلع الماء فسجد شكرا لله، وقال: أي رب قربني إليك، فسمع صوتا يقول: ودع أهلك وأصحابك واستحلل منهم، فبعد صلاة الظهر نقبضك الينا وأعلم بما جرى لك. فتوضأ (?) ثم دخل على أهله فأعلمهم، ثم خرج من المسجد فودّع أصحابه وحاللهم وأخبرهم بما جرى له، فشرع أكثر الناس يضحكون منه، ويقولون ما طلع له إلا أسطال ذهب. فلما قارب الأذان، قام كجاري عادته فأذن، فقيل له: ما جاء الوقت، فقال: والله إني لأسمع الأذان من السماء، فزاد ضحك الناس عليه والتعجب منه، ثم أقيمت الصلاة، فصلى الظهر، فلما أن سلّم رفع يديه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم خرجت روحه، رحمه الله تعالى. فشرع الذين كانوا يضحكون من كلامه يستغفرون الله تعالى، ثم شرعوا في غسله وتكفينه، ودفن من يومه وشيّعه كل من في البلد.

(95 أ) وحكى أبو المظفر (?) أن قبره يقبل النذر والدعاء عنده مستجاب.

ثم دخلت سنة إحدى وخمسين وستمائة

فيها استفحل (?) أمر الأمير فارس الدين أقطاي الجمدار الصالحي النجمي، بالديار المصرية، وانحازت إليه البحرية، وأرسل الى الملك المظفر (?) صاحب حماه يلتمس وصلته ويخطب ابنته، وكان الرسول إليه، الصاحب فخر الدين محمد بن الصاحب بهاء الدين [علي] (?) بن حنا، ولم يكن والده وزّر بعد، إنما كان مرشحا لذلك. فلما وصل الى حماه تلقاه بالإجلال وجهّز ابنته (?) بما يليق بمثلها، فسمت نفس الأمير فارس الدين، فأعمل الملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015