الأتابكية، فكان أول متملك من الطائفة التركية بالديار المصرية على ما سنذكره مبينا إن شاء الله تعالى. وهانا ذاكر ما جرى من الأسباب الموجبة لمجيء هؤلاء الأجلاب فأقول: إن هذه الطائفة التركية قوم سكناهم بالبلاد الشمالية، لا يتخذون جدارا ولا يستوطنون دارا، بل ينتقلون في أراضيهم من المشتا للمصيف، وهم قبائل متعددة، فمن قبائلهم: قبيلة «طقصبا» (?) و «يبتا»، و «برجي» (?) «أغلي»، و «البرلي» (?)، و «قنغر أغلي» (?) و «انجغلي» (?)، و «دروت» و «قلابا أغلي»، و «جرتان» (?) و «قرابر كلي» (?)، و «لتن» (?). ولم يزالوا مستقرين بأماكنهم الى أن اتفق خروج التتار كما ذكرناه. إتفق أنّ شخصا من قبيلة «دروت» خرج متصيدا فصادفه شخص من قبيلة «طقصبا» كان بينهما منافسة، فأخذه أسيرا ثم قتله وأبطئ خبره عن أبيه، فأرسل شخصا ليكشف خبره، فعاد إليهم بالخبر، فجمع أبوه قبيلته وسار اليه فلما بلغه [الخبر] (?) جمع أيضا أهله وقبيلته وتأهب لقتاله، فالتقت (?) الفئتان، فكانت الكسرة على قبيلة «طقصبا» فأرسل القاتل الى (92 ب) «دوشي خان» ابن جنكيز خان مستصرخا ومستعديا، فشكا اليه ما حلّ به وبقومه من قبيلة «دروت» القفجاقية، وأعلمه أنّه إن قصدهم لم يجد من دونهم مانعا، فأرسل «دوشي خان» شخصا من ثقاته ليتجسس له الأخبار، فتوجه القاصد الى منازلهم وحللهم وعاد الى دوشي خان فسأله عما رأى، فقال له: رأيت كلابا مكبة على الية (?) متى طردتهم عنها تمكنت منها، فسار اليهم في عساكره وأوقع بهم أشد الإيقاع وأتى على أكثرهم قتلا وسبيا (?)، وكان هذا السبب الحقير محركا لهذا التأثير. فلما سبتهم عساكر التتار باعوهم للتجار، فجلبوهم الى الأمصار، فهذا مبدأ إحضارهم.