الأسارى والطبول المشققة والخيول، والأموال والعدد. ولما وصلوا الى تربة الملك الصالح نجم الدين أيوب أحدقوا بالصالح اسماعيل وصاحوا يا خوند أين عينك ترى عدوك، ثم طلعوا الى القلعة ورموا الأسارى في الجباب وبعد أيام نفى جماعة الى الشام.
وفيها عدم الصالح اسماعيل ابن السلطان بن أيوب، وقد تقدم خبره وكيف ملك دمشق، وكيف أخذت منه مرتين وكيف أسره الأمير عز الدين أيبك وحبسه بالقلعة، وجمع بينه وبين أولاده أياما ثم غيّبه عنهم، فلم يعرفوا له خبر (?) والى هلّم جرّا. وقيل إنّ الأمير عز الدين أجمع رأيه على قتله، فرسم للأمير عز الدين أيبك الرومي الصالحي بقتله، فأخذه وراح الى القرافة فقتله ودفنه بها (?). وكان الصالح المذكور ملكا كريما حسن السياسة لين الجانب، غير أنّه ظلم رعيته وأخذ أموالهم، ورتب الرفيع الجيلي قاضيا بدمشق فصادر أهل دمشق وأخذ أموالهم وأعطاها له.
وفيها مالوا (?) المماليك البحرية على المصريين قتلا ونهبا فأخذوا أموالهم وسبوا حريمهم وفعلوا ما لا تفعله (85 ب) الفرنج بالمسلمين (?).
وفيها لما جاء الخبر الى القاهرة بأن الملك الناصر انتصر كان السامري وزير الصالح اسماعيل معتقلا بالقلعة في جب هو وناصر الدين ابن يغمور وسيف الدين القيمري والخوارزمي صهر الملك الناصر يوسف، فخرجوا من الجب وعصوا بالقلعة، فلم يوافقهم سيف الدين القيمري، بل جاء وقعد على باب دار الأمير عز الدين أيبك التي فيها عياله وحماها، فلم يدع أحدا يقربها، وأما الباقون فصاحوا الملك الناصر يا منصور. فلما جاء الترك وفتحوا باب القلعة ودخلوا، فشنقوا السامري وناصر الدين اسماعيل ابن يغمور والخوارزمي متقابلين (?).
وفيها كثر العيارين (?) ببغداد وصار لهم مقدم يقال له غيث، وتنوع أقدامهم وفسادهم