فقاعا في دست نحاس مبيض وعليه ثلج منحوت. قال فلما وصلوا إليه تلقاهم أحسن ملتقى، وأحضر أشياء كثيرة وفي جملتها بسيسة بعسل وسمن وسكر [وقلب الفستق] (?)، وأشار إلى من اشتهاها، وقال كل، فلما فرغوا ورفع الطعام أشار الى من طلب [البطيخ بالأكل] (?)، ورفع الطعام، وتطلع الى صاحب الفقاع وقال له: يا أخي كان عندي [تحت الساعات أو] (?) باب (73 أ) البريد، ثم صاح يا فلان أدخل، فدخل بعض الفقراء وعلى رأسه دست نحاس مبيض، وفيه فقاع وعليه الثلج منحوت كما اشتهاه، وقال بسم الله اشرب، فشربنا الفقاع وبتنا عنده. فلما كان عند المغرب خرجنا الى خارج الزاوية، وإذا بدواب أهل الضيعة قد جاءوا من المرعى، وإذا بقطيع فيه بقر وغنم وفيه عجل سمين، فسألنا لمن هذا القطيع، فقالوا: للشيخ علي، فقال بعضهم الهريسة تحبيء بهذا (?) العجل عجب. فلما كان من الغد، أحضر الشيخ الطعام، ومن جملته هريسة، وقال هو لحم العجل الذي اشتهيته هريسة، فأكلنا وتعجبنا منه غاية العجب وودعناه وسافرنا، رحمه الله تعالى.
فيها سافر السلطان الملك الصالح الى الشام، فوصل الى دمشق ونزل قلعتها، وعزل الطواشي شهاب الدين رشيد والصاحب جمال الدين ابن مطروح، وولى عوضهم الأمير جمال الدين ابن يغمور (?).
وفيها قايض (?) الأشرف موسى بن المنصور صاحب حمص مع الملك الناصر يوسف بن العزيز، صاحب حلب، حمص بتل باشر.
وفيها جهّز الصالح العساكر الى حمص مع فخر الدين ابن الشيخ، وسخّر الفلاحين لحمل المجانيق الى حمص، فكانوا يحملون كل عود قيمته عشرون درهما بألف درهم، فخرب