الحسن علي ابن أبي الحسن ابن منصور. كانت زاويته ببصرى، وكان يتردد إلى دمشق، وتبعه طائفة من الفقراء وهم المعروفون بالحريرية، وله زاوية بالشرف الأعلى بدمشق جوار جوسق ابن العديم في طريق المزة. وكان الشيخ رحمه الله من القيّام بواجب الشريعة، ما لم يعرفه أحد من المتشرعين ظاهرا وباطنا، ومن أمور الحقيقة ما لم يكن لأحد في عصره من المحافظة على محبة الله تعالى وذكره والدعاء اليه والمعرفة به. وأكثر الناس يغلطون في أمره في الظاهر وفي الباطن. ولقد أفتى فيه جماعة من مشايخ العلماء وما بلغوا منتهى فتاويهم وبلغ هو فيهم ما كان يريد، ولقد كان مكاشفا لما يضمروه (?) وله كلام في الحقائق ونظم (72 ب) فمن ذلك دو بيت:

كم تتبعني بصحبة الاجساد ... كم تسهرني بلذة الميعاد

جد لي بمدامة تقوي رمقي ... والجنة جد بها على الزهاد

وكثر بعض كراماته.

حكي أنّ جماعة من أهل دمشق، منهم العدل، عماد الدين يحيى بن السيد الشريف شهاب الدين أحمد بن السراج الحسيني، والعدل مؤيد الدين علي بن شرف الدين، خطيب عقربا (?)، قالا: اتفق أنّ الوزير فلك الدين المسيري اشترى قرية في عمل نوى (?) وعمّرها وزرعها، فلما أراد قسمتها أخذ دستورا من الملك الأشرف له ولجمال الدين خطيب عقربا ولابن التيتي (?) وابن سلام، وطلعوا وقسموا الضيعة. فلما وصلوا الى زرع قال بعضهم لبعض: دعونا نمشي إلى عند الشيخ علي الحريري ببسر، نبصره ونزوره فإن كان من الصالحين: فيطعم كل واحد ما يشتهيه، فقال أحدهم: أشتهي بسيسة سخنة بعسل وسمن وعليها سكّر [وقلب الفستق] (?)، وقال الآخر: أشتهي بطيخا أخضر، وقال الآخر أشتهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015