منه فبعثه اليه. وكان حسام الدين أبو علي [الهذباني] (?) بدمشق، فسار الى بعلبك، فتسلم قلعتها باتفاق من الساماني (?)، مملوك الصالح اسماعيل، وكان حاكما عليها، وبعث أولاد اسماعيل وعياله الى مصر، وتسلم نواب الصالح أيوب بصرى وكان بها الشهاب غازي (?) واليا، فأعطوه حرستا (?).
وفيها في ربيع الآخر قدم الصالح اسماعيل في طائفة من الخوارزمية، منهم: كشلو خان الى حلب، هاربين من الصالح أيوب، ولم يبق للصالح اسماعيل في الشام مكان يأوي اليه، فتلقاهم الملك الناصر يوسف صاحب حلب، وأنزل الصالح اسماعيل في دار جمال الدولة الخادم، وقبض على كشلو خان والخوارزمية وملأ بهم الحبوس. قال أبو المظفر (?): ولما التقى الناصر صاحب حلب الصالح اسماعيل، قال شمس الدين لؤلؤ للناصر: أنظر عواقب الظلم كيف تكون.
وفيها في يوم الخميس سابع (?) عشر ذي القعدة، قدم الصالح أيوب دمشق، فأحسن الى أهلها، وكان يوما عظيما، وأقام بها خمس عشرة يوما ثم وصل الى بعلبك وكشفها، [ثم رجع ومضى نحو صرخد] (?) ومشى ناصر الدين القيمري، وجمال الدين ابن مطروح بين عز الدين أيبك وبين الصالح في الصلح بواسطة (68 أ) شمس الدولة ابن العميد، وخرج الصالح أيوب من دمشق ومضى الى بصرى وصعد صرخد، ونزل إليه عز الدين أيبك برأي ابن العميد وتسلم الصالح صرخد، وأقام عز الدين أيبك في ميدانها أياما، وقدم دمشق في ذي الحجة، فنزل بالنيرب وكتب له منشورا بقرقيسياء (?) والمجدل (?) وبضياع في الخابور، فلم يحصل له منها شيء. وأحسن الصالح أيوب الى أهل دمشق، وتصدق على المدارس