سلم من العسكر رجعوا عرايا جياعا ونهبت أموالهم ووصلوا الى حوران، وساق صاحب حمص الى بعلبك وأخذ الربض وسلمه (67 أ) الى ناصر الدين القيمري وجمال الدين هارون، وعاد الى حمص وودّع الحلبيين وساروا الى حلب، وجاء الملك المنصور الى دمشق في خدمة الصالح أيوب، ومضت طائفة من الخوارزمية الى البلقاء (?) فنزل اليهم الملك الناصر من الكرك وصاهرهم واستخدمهم وأطلع عائلتهم الى الصلت، وكذى فعل عز الدين أيبك، وساروا فنزلوا نابلس واستولوا عليها. ومرض صاحب حمص بدمشق ومات بالنيرب (?)، وحمل الى حمص. وجهز الصالح أيوب، فخر الدين ابن الشيخ بالعساكر الى الشام، فلما وصل الى غزة، عاد من كان بنابلس من الخوارزمية الى الصلت، فقصدهم ابن الشيخ وقاتلهم، فكسرهم وبدد شملهم وكان الناصر معهم، فسار الى الكرك ومعه الخوارزمية، فلم يمكّنهم من طلوع القلعة ولا الربض، وأحرق ابن الشيخ الصلت وساق، فنزل على الكرك، وطلع عز الدين أيبك، الى صرخد، وكان مع الناصر فتحصن بها. وكان كسر الخوارزمية على الصلت في سابع عشر ربيع الآخر. ونزل ابن الشيخ على الكرك (?) في الوادي، وقاتل الناصر فكتب الناصر إليه: [الطويل]

عدوت على قيس لخفر (?) جواره ... لا منع عرضي إنّ عرضي ممنّع

وكان عند الناصر داوود صبي أمرد من الخوارزمية مليح يقال له طاش بورك، ابن خان [فطلبه ابن الشيخ] (?)، فقال الناصر هذا صوته طيب، وقد أخذته ليقرأ عندي القرآن، فكتب إليه ابن الشيخ كتابا غليظا شنيعا وذكره غدره وإيمانه الخائنة، (67 ب) وغير البيت الذي كان أرسل اليه، فقال:

لأبدل عرضي إن عرضي مقطّع

ثم قال لا بد من الصبي الخوارزمي، وأنا أبعث اليك رجل أعمى يقرأ بصوت أطيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015