وفيها مات الشيخ الإمام العالم الورع المقرئ المفتي، علم الدين أبو الحسن، علي بن محمد بن عبد الصمد المصري السّخاوي (?). قرأ القرآن بالروايات على الشاطبي، وشرح قصيدته، وشرح «المفصل» للزمخشري، وله تصانيف وقصائد (?) في مدح النبي صلّى الله عليه وسلّم. وكان إماما فاضلا زاهدا عابدا ورعا مقتنعا من الدنيا باليسير. وكانت له حلقة بجامع دمشق يقرأ عليه فيها (65 أ) القرآن العظيم والعربية والحديث، فإذا خرج من الجامع الى قاسيون، ركب حمارا والطلبة يقرأون عليه [القرآن] (?) في الطريق، وانتفع به خلق كثير. وكانت وفاته ليلة الأحد ثاني عشر جمادى الآخرة بدمشق، ودفن بقاسيون. سمع الحافظ السلفي وأبا القاسم هبة الله ابن البوصيري وأبي (?) الطاهر بن عوف وأبا الفضل محمد ابن يوسف الغزنوي وغيرهم. وله نظم كثير وتصانيف مفيدة ومدائح نبوية. ملكت ديوانا من مدائحه النبوية وقد أثبت له الشيخ شمس الدين ابن خلكان (?) قطعة من شعره، فمنه ما أنشده حين حضرته الوفاة: [السريع]

قالوا غدا نأتي ديار الحمى ... وينزل الركب بمغناهم

وكل من كان مطيعا لهم ... أصبح مسرورا بلقياهم

قلت فلي ذنب فما حيلتي ... بأيّ وجه أتلقّاهم

قالوا أليس العفو من شأنهم ... لا سيما ممن (?) ترجّاهم

وكانوا يقرأون عليه ثلاثة أنفس في دفعة واحدة، كل واحد في ميعاده وهو يرد على كل منهم إذا غلط. وله كتاب لطيف في مشتبه القراءات (?) سماه «السخاوية» رحمه الله.

وفيها مات الحافظ، ضياء الدين محمد (?) بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015