احذر من الواوات أر ... بعة فهنّ من الحتوف

واو الوصية والوكا ... لة والوديعة والوقوف

وكان أوحد عصره في التفسير والفقه وأسماء الرجال، وما يتعلق بعلم الحديث، ونقل اللغة، وكان له مشاركة في فنون عديدة. قرأ الفقه على والده، وكان من جلّة المشايخ الأكراد المشار اليهم، ثم نقله والده الى الموصل واشتغل بها، وتولى الإعادة عند الشيخ أبي حامد ابن يونس بالموصل، ثم سافر الى خراسان وأقام بها زمانا، وحصّل علم الحديث هناك، ثم رجع الى الشام وتولى التدريس بالمدرسة الرواحية التي أنشأها الزكي هبة الله بن رواحة (?) الحموي. وكان من العلم والدين على قدر عظيم. وكانت وفاته يوم الأربعاء وقت الصبح، وصلي عيه بعد الظهر خامس عشري ربيع الآخر بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية خارج باب النصر. ومولده سنة سبع وسبعين وخمسمائة بشرخان، وشرخان قرية من قرى إربل قريبة من شهرزور، رحمه الله.

(64 ب) وفيها مات أبو العباس، أحمد بن سيد الفضلاء والوزراء، القاضي الفاضل مجير الدين عبد الرحيم، وزير الملك الناصر صلاح الدين الملقب بها الدين المعروف بالقاضي الأشرف (?). رسل به للديوان العزيز ببغداد مرارا، وكان الإمام المستنصر والناصر يحترمانه إذا قدم لذاته ووالده وبيته. عرض عليه الكامل الوزارة مرارا فلم يفعل، وتوفر على الرسلية والمشورة والاقتداء برأيه. وكانت وفاته بمصر سابع ربيع الآخر من هذه السنة ومولده في المحرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، ودفن بالقرافة بتربتهم. وكان صالحا نزها عفيفا. سمع الحديث واسمعه ورواه وروى عنه. وله نظم فمنه ما أنشده الوزير ابن الناقد، قوله:

[الكامل]

يا أيها المولى الوزير ومن له ... منن حللن من الزمان وثاقي

من شاكر عني نداك فإنني ... من عظم ما أوليت ضاق نطاقي

منن تخفّ على يديك وإنما ... ثقلت مؤونتها على الأعناق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015