الفرنج على الخوارزمية وعسكر مصر. وكان الصالح اسماعيل قد أعطى للفرنج الشقيف (?) من بلاد المسلمين وصفد وكانت خرابا، فخرج اسماعيل من دمشق ونزل الشقيف [وسلمه إليهم بنفسه] (?) وجهّز الناصر داوود عساكره من نابلس مع الظهير بن سنقر الحلبي والوزيري.
قال أبو المظفر (?): وكنت يومئذ بالقدس [والناصر بالكرك] (?) واجتمعوا بأسرهم على يافا والخوارزمية وعسكر مصر على غزة. وصار (?) عسكر دمشق تحت أعلام الفرنج، وعلى رؤوسهم الصلبان والقسوس في الاطلاب يصلّبون على المسلمين وبأيديهم كاسات الخمر [يسقونهم] (?). وساقوا الخوارزمية وعسكر مصر والتقوا على مكان يقال له أريحا (?) بين عسقلان (?) وغزة، وكانت الفرنج في الميمنة وعسكر الملك الناصر في الميسرة وابن صاحب حمص في القلب، وكان يوما عظيما لم يجر في الإسلام مثله، فأول ما كسرت الميسرة وهرب الوزيري و [أسر] (?) الظهير بن سنقر الحلبي وجرح في عينه، وأخذ جميع ما له وأصبح فقيرا، وانهزم ابن صاحب حمص ومالت الميمنة بالفرنج فرأوا القلب والميسرة قد انكسروا وأحاطت بهم الخوارزمية. وكان عسكر مصر قد انهزموا الى قريب العريش ورموا كوساتهم (?) وأثقالهم وثبتت الخوارزمية وحصدوا الفرنج حصدا وأسروا (58 أ) منهم ثمان مائة أسير ووصلوا الأسارى الى مصر والظهير معهم وعلقت الرؤوس على أبواب القاهرة وامتلأت الحبوس من الأسرى (?).