اسماعيل في الصلح، وقدم الشرف ابن التيتي (?) والأصيل الاسعردي الخطيب، واطلق المغيث ابن الصالح وركب وخطب للصالح نجم الدين أيوب بدمشق، ولم يبق إلا أن يتوجه المغيث الى مصر، ورضي الصالح أيوب ببقاء دمشق على الصالح اسماعيل بعد أن سلّم اليه ولده المغيث عمر، فأفسد السامري وزير الصالح اسماعيل الحال (?) وقال للصالح اسماعيل هذا خاتم سليمان ولا تخرجه من يدك، فتقدم الملك، فتوقف الأمر ولم ينتظم الصلح، ومنع المغيث من الركوب وحبس في برج بالقلعة وفسدت الأحوال، فكتب الصالح أيوب الى الخوارزمية فعبروا الفرات وانقسموا قسمين، قسم جاء الى بقاع بعلبك وقسم على غوطة دمشق، ونهبوا وسبوا وقتلوا، وسد الصالح اسماعيل أبواب دمشق وجاء (?) الخوارزمية فنزلوا غزة.
قال أبو المظفر (?) كنت في سنة إحدى وأربعين بمصر عند الصالح أيوب فاستأذنته في السفر الى الاسكندرية، فأذن لي، فقدمت الاسكندرية فوجدتها كما قال الله ذات قرار ومعين، معمورة بالعلماء، معمورة بالأولياء [الذين هم في الدنيا شامة] (?) مثل الشيخ محمد القباري، والشاطبي، وابن أبي شامة، ووجدتها [أولى] (?) بقول ابن القيسراني (?) رحمه الله في [وصف] (?) دمشق، حيث يقول: [البسيط]
(57 أ) أرض تحلّ الأماني من أماكنها ... بحيث تجتمع الدنيا وتفترق
إذا شدا الطير في أغصانها وقفت ... على حدائقها الأسماع والحدق