والصالحية (?) رحمه الله تعالى.

وفيها مات الشيخ العالم العارف المحقق، محيي الدين أبو عبد الله محمد بن علي العربي الحاتمي الطائي المعروف بابن العربي (?) الأندلسي. مولده ليلة الاثنين تاسع عشر رمضان سنة ستين وخمسمائة بمرسية من بلاد الأندلس، ونشأ بها وانتقل الى أشبيلية في سن ثمان وسبعين (?) ثم دخل بلاد الشرق وطاف بلاد الشام ودخل بلاد الروم. وكان قد صحب الصوفية وأرباب القلوب وسلك طريق الفقر وحج وجاور، وصنف الكتب الكثيرة في علم القوم وأخبار مشايخ المغرب وزهّادها، قالوا ولما صنف كتاب الفتوحات المكية كان يكتب في كل يوم كرّاسين وثلاثة من غير كتب عنده ولا مسودات. وكان له القبول من الناس حيث كان من البلاد، وحصل له بدمشق الفتوحات والدنيا المتسعة، ومع ذلك فما كان يدخر منها شيئا، وذكر أنّ صاحب حمص رتب له في كل يوم مائة درهم، فكان يتصدق بها، (50 ب) ورتب له محيي الدين ابن الزكي ثلاثين درهما في كل يوم فكان ينفقها عليه. وأشغل الناس بمصنفاته خصوصا أهل اليمن، ولها عندهم الصيت العظيم والشهرة الكبيرة ولعل أكثر اشتغالهم بها فيما ذكروا، وكذلك أهل الروم، وينذرون له النذور، وكان من عجائب الزمان وغرائبه. وله نظم كثير فمن ذلك قوله:

[مجزوء الرجز]

حقيقتي همت بها ... وما رآها بصري

ولو رآها لغدا ... قتيل ذاك الحور

فعندما أبصرتها ... صرت بحكم النظر

فبتّ مسحورا بها ... أهيم حتى السحر

يا حذري من حذري ... لو كان يغني حذري (?)

والله ما هيّمني ... جمال ذاك الخفر

يا حسنها من ظبيبة ... ترمي بذات الجمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015