وقد اختلف في إسناده على سعيد وذلك في الوصل والإرسال واختلف الواصلون له فقال عنه أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر والوليد بن مزيد وحيوة بن شريح وسعيد بن مسلمة ومروان بن محمد وعقبة بن علقمة ويحيى بن حمزة وبشر بن بكر ما تقدم. خالفهم ابن المبارك كما في الجهاد له إذ قال عن سعيد عن ربيعة عن أبي إدريس مرسلًا. خالفهم الوليد بن مسلم إذ قال عن سعيد عن مكحول وربيعة عن عبد اللَّه بن حوالة وقد تابعه متابعة قاصرة أبو معبد إذ قال عن مكحول عن عبد اللَّه بن حوالة رفعه خالفهم وكيع إذ قال عن سعيد عن ربيعة عن رجل يقال له حولى رفعه. وأولى هذه الوجوه بالتقديم الوجه الأولى وقد تابعهم متابعة قاصرة يونس بن ميسرة بن حلبس كما عند البخاري وهو ثقة إذ قال يونس عن أبي إدريس عن عبد اللَّه بن حوالة وقد قال أبو حاتم على هذه الرواية حسن صحيح غريب كما في العلل 1/ 337 وفيه موافقة الترمذي لهذا الاستعمال وعدم انفراد الترمذي لذلك وقال أبو مسهر مرة عن سعيد عن ربيعة عن أبي إدريس عن عبد اللَّه بن حوالة رفعه. كما أن الوليد بن مسلم قال: مرة عن سعيد عن مكحول عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس عن عبد اللَّه بن حوالة رفعه خالف جميع من تقدم سويد بن عبد العزيز. إذ قال عن سعيد عن ابن حلبس ووقع في ابن عساكر أبي عن عبد اللَّه بن عمر. وسويد متروك.
* وأما رواية جبير بن نفير عنه:
ففي التاريخ للبخاري 5/ 33 والفسوى 2/ 288 والطحاوى في المشكل 3/ 147 وابن أبي عاصم في الصحابة 4/ 274 وأبي نعيم في الحلية 2/ 3 و 4 والبيهقي في الدلائل 6/ 327 وابن عساكر في تاريخ دمشق 1/ 30 فما بعد:
من طريق يحيى بن حمزة قال: حدثنى أبو علقمة نصر بن علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال: قال عبد اللَّه بن حوالة -رضي اللَّه عنه-: قال: كنا عند النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - فشكونا إليه الفقر والعرى وقلة الشىء فقال: "أبشروا فواللَّه لأنا من كثرة الشىء أخوف عليكم من قلته واللَّه لا يزال هذا الأمر فيكم حتى تفتح لكم أرض فارس والروم وأرض حمير حتى تكونوا أجنادا ثلاثة جندًا بالشام وجندًا بالعراق وجندًا باليمن حنى يعطى الرجل المائة الدينار فيتسخطها" قال ابن حوالة -رضي اللَّه عنه-: فقلت: يا رسول اللَّه ومن يستطيع الشام وبها ذات القرون؟ فقال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "واللَّه ليستخلفنكم اللَّه -عَزَّ وَجَلَّ- فيها حتى تكون العصابة منهم البيض قمصهم المحلقة أقفاؤهم قيامًا على رأس الرجل الأسود منكم المحلوق ما يأمرهم