من طريق أبي بكر بن حفص عن ابن محيريز عن ثابت بن السمط عن عبادة بن الصامت -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه - صلى اللَّه عليه وسلم -: "ليستحلن آخر أمتى الخمر باسم يسمونها" والسياق للبزار.
وقد اختلف في إسناده على أبي بكر بن حفص فقال عنه بلال بن يحيى ما تقدم خالفه شعبة إذ قال عن أبي بكر بن حفص عن عبد اللَّه بن محيريز عن رجل من أصحاب النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - فإن حملنا المبهم في رواية شعبة أنه المبين في رواية بلال فالمعلوم أن بين عبد اللَّه بن محيريز وعبادة ثابت بن السمط.
فعلى أبي الراجح قول شعبة إذ بلال لا يقاومه وفي رواية شعبة ما تقدم فالحديث بهذا السند فيه نظر وإن عد المزى في التهذيب أن ابن محيريز من الرواة عن عبادة فذلك لا يستلزم إثبات السماع.
2956/ 6 - وأما حديث أبي مالك الأشعرى:
فرواه البخاري 10/ 52 وأبو داود 4/ 319 وابن ماجه 2/ 1333 وأحمد 2/ 342 وابن حبان 8/ 265 و 266 والطبراني في الكبير 3/ 320 ومسند الشاميين 3/ 192 وابن الأعرابى في معجمه 2/ 804 و 805 والبخاري في التاريخ 1/ 305 و 7/ 222 والبيهقي 8/ 295 و 10/ 231 وابن أبي شيبة 5/ 472:
من طريق عطية بن قيس الكلابى حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعرى قال: حدثنى أبو عامر وأبو مالك الأشعرى واللَّه ما كذبنى سمع النبي - صلى اللَّه عليه وسلم - يقول: "ليكونن من أمتى أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم -يعنى الفقير- الحاجة فيقولون ارجع إلينا غدًا فيبينهم اللَّه ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة".
والسياق للبخاري والحديث صحيح لا مطعن فيه وتجاسر ابن حزم فضعفه بحجة هي واهية وقد وصله البخاري في التاريخ من غير طريق هشام بن عمار وقد اشتهر بأن البخاري خرجه في صحيحه معلقًا ولا يتأتى ذلك على حد التعليق المقرر في حده أنه ما حذف من مبدء إسناده راوٍ فأكثر وإن كان البخاري يروى عن هشام مباشرة وبواسطة إذ أن المقرر في أصول الحديث أن الراوى إذا توفر فيه ثلاثة أمور وهى العدالة واللقاء والأمن من التدليس حملت عنه أبي صيغة أتى بها عن شيخه على السماع وممن قرر هذا المذهب ابن حزم في الأحكام في أصول الأحكام.