* وأما رواية الحسن محنه:
ففي أبى يعلى كما في المطالب 1/ 377 والمفاريد له ص 106 والحارث كما في زوائده ص 152 والطبراني في الكبير 18/ 339 والبخاري في الأدب المفرد ص 328 وبحشل في تاريخ واسط ص 119وابن عدى في الكامل 3/ 187 وابن الأعرابى في معجمه 1/ 155 والحاكم في المستدرك 3/ 612 وابن حبان في الثقات 6/ 320:
من طريق زياد الجصاص والقاسم بن مطيب وأبى الأشهب كلهم عن الحسن عن قيس بن عاصم قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما دنوت منه سمعته يقول: "هذا سيد أهل الوبر" فسلمت عليه ثم قلت: يا رسول الله المال الذى لا يكون على فيه تبعة من ضيف أضافنى أو عيال إذا كثر فقال: "نعم المال الأربعون من الابل والأكثر ستون وويل لأصحاب المئين إلا من أعطى في رسلها ونجدتها وأفقر ظهرها وأطرق فحلها ونحر سمينها وأطعم القانع والمعتر" قلت: يا رسول الله ما أحسن هذه الأخلاق وأحسنها إنه لا يحل بالوادى الذى أنا فيه أكثر من إبلى قال: "فكيف تصنع بالمنيحة" قال: قلت إنى لأمنح في كل عام مائة قال: "وكيف تصنع بالعارية" قال يغدو الإبل ويغدو الناس فمن أخذ برأس بعير ذهب به قال: "فكيف تصنع بالإفقار، قال: "إن لأفقر البكر الضرع والناب المدبر. قال: "فمالك أحب اليك أو مال مولاك" قال: قلت بل مالى قال: "فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت ولبست فأبليت وأعطيت فأمضيت وما بقى فلمولاك" قلت: لمولاى قال: "نعم" قال أما والله لئن بقيت لأدعن عدتها قليلاً قال الحسن: ففعل -رحمه الله- فلما حضرته الوفاة دعا بنيه فقال: "يا بنى خذوا عنى فلا أحد أنصح لكم منى إذا أنا مت فسودوا كباركم ولا تسودوا صغاركم فتستسفه الناس كباركم ويهونوا عليهم وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب الرجل إن أحدًا لم يسأل إلا بترك كسبه وإذا أنا مت فلفونى في ثيابى الذى كنت أصلى فيها وأصوم وإياكم والنياحة فإنى سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنها وادفنونى في مكان لا يعلم به أحد فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية فأخاف أن يدخلوها عليكم في الإسلام فيغيبوا عليكم دينكم قال الحسن: "نصحًا في الحياة ونصحًا في الموت" وهذا الفظ زياد والسياق لابن حبان.
والقاسم وزياد متروكان وأبو الأشهب لا يصح السند إليه إذ هو من طريق داود بن المحبر عنه وهو كذاب.