وَالرَّابِع: الْقُرْآن، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي آل عمرَان: {واعتصموا بِحَبل الله جَمِيعًا} .
قَالَ الشَّيْخ أَبُو زَكَرِيَّا: " حَتَّى " حرف من حُرُوف الْمعَانِي لَا يجوز إمالة ألفها، وَإِنَّمَا تكون الإمالة فِي الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال. وتجيء فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع: -
أَحدهَا: أَن تكون حرفا جارا " كإلى "، كَقَوْلِه: {حَتَّى مطلع الْفجْر} ، وَإِذا كَانَت جَارة قيل لَهَا غَايَة.
وَالثَّانِي: أَن تكون عاطفة بِمَنْزِلَة " الْوَاو "، تعطف مَا بعْدهَا على مَا قبلهَا، وتشركه فِي إعرابه كَقَوْلِك: قدم الْحَاج حَتَّى المشاة. فتأتي " حَتَّى " لأحد مَعْنيين: إِمَّا التَّعْظِيم. أَو التحقير. فالتعظيم: مَاتَ النَّاس حَتَّى الْأَنْبِيَاء.
والتحقير: اجترأ عَلَيْهِ النَّاس حَتَّى الصّبيان.
وَلَا بُد أَن تكون مَا بعْدهَا من جنس مَا قبلهَا (42 / ب) . وَأَقل مِنْهُ فِي الْمِقْدَار تَقول: -