إلا وبات الناعم الفرش لي ... شوكا ومبسوط الروابي حزون

فالبرق نوحي قي الربى رعده ... والورق من شعري تجيد اللحون

عهدي بها كانت كناس الظبا ... وغاية الأسد حماة الظعون

حتى غدا من بعده ربعها ... مستقفرا جارت عليه السنون

كأنه جسمي وإن لم يكن ... فوهماً أو خيالاً تكون

الله لي من مهجة مزقت ... ومقلة عبرى ونفس رنون

تحن للشعب وأوطانه ... مهما سرى برق بليل دجون

وفتية من آل طه لهم ... في الحرب أبكار مزايا وعون

من كل طلق لا يرى كالسها ... لضيفه ثلة ذات القرون

مبتذل الساحات في قطرهم ... للخائف الجاني أعز الحصون

كل طويل الباع رحب الفنا ... تصدق للوفاد فيه الظعون

يحمده السارون إن أدلجوا ... ويعمر النادي بهم السامرون

لا يتنهي الجارون منه إلى ... شأون ولا يسعفه الجائرون

فبا نسيمات الصبا عرجي ... بهم وبثي غامضات الشجون

وحاذري أن تصبحي لوعتي ... واستصحبي بثي عسى يفهمون

وبلغيهم حال من لم يزل ... حليف أشجان كثير الشؤون

ناء عن الأهلين صعب الأسى ... من بعد ما فارق قلبا شطون

يحفظ للرمل عهود الوفا ... وإن طلبت القرب منه يخون

قولي لهم يا عرب وادي النقا ... وجيرة الجرعا وذات الحزون

نسيتم صبا غدا دمعه ... من بعدكم صباً قريح الشؤون

وهو وماضي العيش ما ساعة ... فيها تناسى جدكم والمجون

فشأنها يخبر عن شأنه ... وحاله أن يسأل السائلون

وأنت يا شادي بشام اللوى ... ويا حويدي الظعن بين الرعون

عرض بذكري لا شجتك النوى ... لعلهم لي بعد ذا يذكرون

وهات لي عن رامة والنقا ... هل طاب للساكن فيها السكون

وهل أثيلات النقا فرعها ... يهصره من لينه الهاصرون

وصادح تلحينه صادع ... على فنون باعثات الفنون

منازل كنا عهدنا بها ... ثقال أرداف خماص البطون

وكان ابن عمه الشريف محسن بن حسين بن حسن يطرب لأبيات الحسين بن مطير, ويعجب بها كثيراً وهي:

ولي كبد مقروحة من يبيعني ... بها كبداً ليست بذات قروح

أباها علي الناس لا يشترونها ... ومن يشتري ذا علة بصحيح

أحن من الشوق الذي في جوانحي ... حنين غصيص بالشراب قريح

فسأل السيد أحمد المذكور تذييلها، فقال مزيلاً وأجاد ما شاء:

على سلف لو كان يشري زمانه ... شريت ولكن لا يباع بروحي

تقضى وأبقى لاعجاً يستفزه ... تألق برق أو تنسيم ريح

وقلباً إلى الأطلال والضال لم يزل ... نزوعاً وعن أفياء غير نزوح

فليت بذات الضال نجب أحبتي ... طلاحا فنضو الشوق غير طليح

يجشمه بالأبرقين منيزل ... وبرق وهناً وصوت صدوح

وموقف بين لو أرى عنه ملحداً ... ولجت بنفسي فيه غير شحيح

صرمت به ربعي وواصلت أربعي ... وأرضيت تبريحي وعفت نصيحي

وباينت سلواني وكل ملوحي ... ولاءمت أشجاني وكل مليح

وكلفت نفسي فوق طوقي فلم أطق ... لعد سجايا محسن بمديح

وقال مخاطباً ابن عمه شرف مكة المشرفة ادريس بن حسن، وقد رأى منه تقصيراً في حقه:

رأيتك لا توفي الرجال حقوقهم ... توهم كبراً ساء ما تتوهم

وتزعم أني بالمطامع أرتضي ... هوناً ونفسي فوق ما أنت تزعم

وما مغنم يأتي لذل رأيته ... فيقبل إلا وهو عندي مغرم

واختار بالاعزاز عنه منية ... لأني من القوم الذين هم هم

وكان بينه وبين ابن عمه السيد احمد بن عبد المطلب شريف مكة المشرفة مشاقة أدت إلى سفره إلى اليمن, ومدح إمامها محمد بن القاسم بقصيدة مطلعها:

سلا عن دمي ذات الخلاخل والعقد ... ماذا استحلت أخذ روحي على عمد

فإن أمنت أن لا تقاد بما جنت ... فقد قيل قيل أن لا يقتل الحر العبد

ومنها يخاطب الإمام المذكور:

أغيث مكة وانهض فأنت مؤيد ... من الله الفتح المفوض والجد

وقدم وأخاود وآخر مبغضاً ... يساور طعناً في المؤيد والمهدي

ويطعن في كل الأئمة معلناً ... ويرضى عن ابن العاص والنجل من هند

طور بواسطة نورين ميديا © 2015