ونظرا لأن استقراء أعمال جميع النقاد التي استُعمل فيها السبر أمر عزيز المنال، صعب المرام، فقد اخترت كتاب» الكامل في ضعفاء الرجال «لأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (365) هـ كأنموذج لذلك لأنه ـ في تقديري ـ أكثر من استخدم السبر في كتابه، وعالج عددا جما من الرواة، في أحاديث متنوعة العلل، ثم حاولت قدر الوسع أن أبين إمكان تطبيق ذلك عند المعاصرين.
وقبل أن ألج في تفاصيل الموضوع يحسن أن أورد بعض ماقيل في ابن عدي نفسه، وفي كتابه» الكامل في ضعفاء الرجال «إشارة لسبب الاختيار، وإلماعة مضيئة للقارئ.
والحق أن ماقيل في كامل ابن عدي، وفي شخصه من الثناء كثير، وفير، أجتزئ منه ماقل ودل.
فمما قيل فيه ما ذكره تلميذه السهمي حيث نص قائلا:» كان أبو أحمد ابن عدي حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله « (?) . وقال الخليلي:» عديم النظير حفظا، وجلالة « (?) . وقال الذهبي:» هو الإمام الحافظ الناقد الجوال ... طال عمره، وعلا إسناده، وجرح وعدل، وصحح وعلل، وتقدم في هذه الصناعة « (?) . وقال أيضا:» وأما في العلل، والرجال فحافظ لايجارى « (?) .