الآيات (14، 15، 16) من سورة التغابن
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .
الشرح:
اذكر أيها القارئ الكريم أن هذا النداء الإلهي يحمل تحذيرا عظيما من فتنة المال والولد، والزوجة أيضا، إنه من ولاية الله تعالى لعباده المؤمنين المتقين ناداهم بعنوان الإيمان: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ، لأنهم بإيمانهم أحياء يسمعون ويجيبون ناداهم ليخيرهم محذرا منذرا فيقول {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ} ؛ لأن من للتبغيض مثل {أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ} ، لا كل ما رزقناكم واعلم أن الفرق بيتن العدو والصديق أن العدو يخملك على ما يضرك ويخسرك، والصديق يحملك علة ما ينفعك ويريحك، ولما كان الأمر خفيا ومختلطا قال الله تعالى: {إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ} أي أن تطيعوهم في التأخير عن فعل الخير كترك الهجرة، أو الجهاد، أو صلاة الجماعة، أو التصدق بفضل المال على الفقراء والمحتاجين، وما إلى ذلك من الصالحات المزكية للنفس، ولنذكر هنا سبب نزول هذه الآيات لتزداد وضوحا في فهم