الآيات (10، 11، 12) من سورة الصف
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم ُ} .
الشرح:
اعلم أيها القارئ الكريم أن هذا عرض وترغيب وتشويق إلى ما يذكر بعده كقول المرء للآخر هل لك في كذا، أو هل لك إلى كذا فالاستفهام في هذا النداء هو أدلكم على تجارة وصفها كذا … من هذا الباب وذلك أنهم قالوا: لو نعلم أحب الأعمال إلى الله لفعلناها. فناداهم الرب تبارك وتعالى قائلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} ، أي يا من آمنتم بالله ولقائه والقرآن وما فيه والرسول محمد عليه الصلاة والسلام وما جاء به: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ} وهو عذاب الدنيا تسلط العدو عليكم وقهركم، ومن الفقر والخوف. ومن عذاب الآخرة وهو النار وبئس المصير. والعذاب هو كل ما يقطع عذوبة الحياة ولذاذتها، والأليم الموجع أشد إيجاع، بعد هذا الترغيب بين لهم ما يدفعونه من مال ليستلموا البضاعة فقال في بيان الثمن المطلوب للحصول على السلعة الغالية: {تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} أي بألوهيته ولقائه ووعده ووعيده، وتؤمنون برسوله وما جاء به ويدعو إليه صلى الله عليه وسلم، {وَتُجَاهِدُونَ} أي أعداء الله تعالى وأعداءكم وهو كل كافر ومشرك يعلن الحرب عليكم، ويعاديكم ويعادى ربكم سبحانه وتعالى بأن يعبد غيره، ويتبع سبيلا غير سبيله.