كأرواح الشياطين وقوله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} ، فيه تشجيع على مراقبة الله تعالى والصبر عليها وهى تثمر حسب سنة الله تعالى الإسراع فى الطاعة لله ورسوله بفعل الصالحات وتجنب السيئات، وبذلك تطهر النفس وتزكو وتصبح أهلا لرضا الله تعالى ومجاورته في الملكوت الأعلى في الجنة دار المتقين.
وقوله تعالى فى الآية الثانية من آية هذا النداء العظيم: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} . إنه من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين المتقين، وهم أولياؤه نهاهم عما يضرهم ويسئ إليهم ويعرضهم للشقاء والخسران فقال لهم: لولا تكونوا أيها المؤمنون كأناس تزكوا العمل بطاعة الله وطاعة رسوله فعاقبتهم فأنسيتهم أنفسهم. فلم يعملوا لها لتزكوا وتطهر وتتأهل لحب وجواري في دار كرامتي لأوليائىن وهذا النسيان قائم حسب سنة الله تعالى؛ إذ من نسى الله تعالى فلم يذكره ولم يطعه انغمس في الشهوات وتوغل في الذنوب والمعاصي ففسق بذلك وأصبح من عداد الفاسقين، ومن ثم هو قد نسى نفسه فلم يعمل على تزكيتها وتطهيرها، لأن زكاتها وطهارتها تكون بعبادة الله بفعل ما أمر به من العبادات وترك ما نهى عنه من الذنوب والمعاصي. وقوله تعالى في ختام النداء: {لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ} . فكما لا يستوي أهل الطاعة مع أهل المعصية، ولا أهل الاستقامة على منهج الحق وأهل الانحراف والفسق، لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة؛ إذ أصحاب النار في شقاء وخسران، وأصحاب الجنة في سعادة ورضوان. أصحاب النار في الدركات السفلي من عالي الشقاء وأصحاب الجنة في الفراديس العلا.
وإليك أيها القارئ هذه الكلمات كمذكرة لك لا تنسيك ما قرأت وفهمت وهى:
1-وجوب تقوى الله تعالى بفعل محابه وترك مكارهه.
2-وجوب مراقبة الله تعالى حتى لا تغفل فتقع في المعصية.
3-التحذير من نسيان الله تعالى فإنه يفضي بالعبد إلى الفسق والعياذ بالله تعالى.
4-خطب أبو بكر الصديق خطبة طويلة إليك منها هذه الكلمات قال رضى الله عنه: " لا خير في قول لا يراد به وجه الله، ولا خير في مال ينفق لا في سبيل الله، ولا خير فيمن يغلب جهله حلمه، ولا خير فيمن يخاف في الله لومة لائم ".
فاذكر هذا وذكر به. والله لا يضبع أجر من أحسن عملا.
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين