وصبره. وقوله تعالى: {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} أي أزعجوا وحركوا حراكا شديدا لعوامل: قوة العدو وجنوده وضعف المؤمنين وقلة عددهم، وعامل المجاعة والحصار والبرد الشديد، وما أظهره المنافقون من تخاذل، وما كشفت عنه الحيل من نقض بنى قريظة عهدهم، وانضمامهم إلى الأحزاب1.
هذا ولنعلم أن التذكير بالنعم وبما يجب من شكر للمنعم على إنعامه مما ينبغى أن لا ينساه المؤمن؛ إذ الذي لا يذكر النعمة لا يشكرها، ولنعلم أن نعم الله تعالى على عباده لا تحصى، إذ كل ما أوتيه العبد من صحة بدن وسلامة وعقل، وسلامة معتقد، وصحة دين، وأن هذه النعم تتطلب الشكر من العبد، ومما يساعد على الشكر ذكر النعمة ومعرفة المنعم والشكر يكون بطاعة المنعم وبالتقرب إليه بمحابه. مع تعظيمه وإجلاله وإكباره. ومن باب شكر الله على نعمه أن يذكر العبد الله تعالى بقلبه ولسانه ويصرف النعم فيما من أجله وهبها الله تعالى للعبد، ومن شكر النعم زاده الله منها أفضل وأكثر، لقوله عز وجل {نْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} .
اللهم لك الحمد ولك الشكر فزدنا ولا تنقصنا- وآثرنا ولا تؤثر علينا.
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.