أنه سماهم المسلمين في الكتب الأولى في القرآن الكريم، إذ قال لهم: {هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا} . وعلة هذه التسمية المشرفة الرافعة للقدر والجاه والمنصب. {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ} لأنه أول من أسلم منكم فهو يغرف الإسلام وأهله لذا إذا إستشهده الرب تبارك وتعالى شهد عليكم. وإذا إستشهدكم أنتم شهدتم على الناس على من أسلم منهم فلبه ووجهه لله فعبده وحده ومن لم يسلم ذلك لله فعبد غير الله تعالى فأشرك وكفر وزاغ وضل وابتدع فضل سواء السبيل وآخر ما ناداهم من أجله ودعاهم إليه هو أن يقيموا الصلاة كما ينبغي أن تقام وما نقام به الصلاة هو:
1-الطهارة الكاملة برفع الحدث بالوضوء إن كان أصغر، وبالغسل إن كان أكبر، وطهارة البدن والثوب والمكان الذي يصلى فيه العبد من النجاسات كالبول والعذرة والدم.
2-أن تؤدى في أوقاتها المعلومة، فلا تقدم ولا تؤخر إلا لعلة سفر أو مرض.
3-أن تؤدى في جماعة المؤمنين. لا انفراديا إلا في ضرورة قصوى.
4-الإتيان بأركانها وهى قراءة الفاتحة في كل ركعة، والطمأنينة شفى الركوع والرفع منه وفى السجود والجلوس مع اعتدال الأعضاء في ذلك كله1.
5-مراعاة سننها وآدابها. حتى تصبح قادرة على إنتاج الطهر والصفا للروح. هذا معنى إقام الصلاة وأن يؤتوا الزكاة ويعتصموا بالله، بمعنى يتمسكوا بدينه الإسلام وما حواه من الشرائع والأحكام وآداب وأخلاق، إذ هو سبحانه وتعالى مولاهم والمولى يجب أن يحب ويعظم ويطاع، فهو حينئذ نعم المولى لهم ونعم النصير، لأنهم أحبوه وعظموه وأطاعوه.
(تنبيه) القارئ لهذا النداء ولما سبقه من آيات إذا كان متطهرا إذا قال {لعلكم تفلحون} خر ساجدا مسبحا، ثم يرفع رأسه مكبرا ويواصل قراءته لما بقى من الآيات. إذ هذه سجده من سجدات القرآن، إلا أن هذه السجده مختلف في مشروعيتها ولم يجمع عليها كما أجمعوا على سجدة الأعراف. والرعد ومريم وأولى الحج، والفرقان، والنمل، والسجدة وفصلت، والنجم، والانشقاق، والعلق، واختلف أيضا في سجدة ص، والنجم.
فلنذكر هذا والله المسؤول أن يبلغنا المأمول في رضاه والنزول بجواره في دار السلام.
وسلام على المرسلين والخمد لله رب العالمين.