باطل لا ينجى من النار ولا يدخل الجنة دار الأبرار. وقوله تعالى: {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} هذه غاية قتالهم فهم يقاتلون حتى يخضعوا للمسلمين ويعطوا الجزية وبذلك يدخلون في ذمة المسلمين. ويؤمنون في أبدانهم وأموالهم وأعراضهم وأديانهم مع شروط تكتب عليهم جاء تفصيلها في كتاب عمر رضى الله عنه ذكره ابن كثير عند تفسير هذه الآية.
وأخيرا إليك أيها القارئ بيان ما دلت الآيتان فتأمله وعه وافهمه:
1-نجاسة المشركين إنها معنوية وهى شركهم بالله عز وجل، وإن كانوا لا يغتسلون من الجنابة ولا يبتعدون عن النجاسات بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " المؤمن لا ينجس ". فمفهومه أن الكافر نجس أي بكفره وشركه لذا لو صافحت كتابيا لا تغسل يدك كما يرى بعض الظاهرية، ولا ينقض وضوءك مصافحته.
2-يجوز أن يدخل الكافر مساجد المسلمين ماعدا المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولكن بإذن المؤمنين.
3-وجوب قتال أهل الكتاب حتى يدخلوا في الإسلام ليكملوا ويسعدوا أو يدخلوا في ذمة المسلمين فيحكمهم المسلمون بالعدل والحق.
4-وجوب أخذ الجزية وهى قدر معلوم من المال سنويا على الرجال القادرين على الكسب والعمل ولا تؤخذ من العجزة من الشيوخ والأطفال والنساء.
5-قوله تعالى: {عَنْ يَدٍ} له معنيان، الأول: أن يؤديها القادر دون العاجز، فمعنى {عَنْ يَدٍ} عن قدرة والمعنى الثاني: أن يؤديها صاحبها بنفسه ولا يصح أن ينيب عنه غيره ويؤيد هذا المعنى قوله تعالى: {وَهُمْ صَاغِرُونَ} أي ذليلون منقادون لحكم الإسلام.
6-لا يمنع المؤمن خوف الفقر أن يمتثل أمر ربه. إذ وعد تعالى من أطاعه فيما حرم عليه أو أوجب عليه أن يغنيه إذ هو امتثل أمره. وقد أطاعه المؤمنون في منع المشركين من الحج فأغناهم بما فتح عليهم من الفتوحات وما أفاض عليهم من أموال الجزية التي لا تعد … ألا فلنمتثل أمر الله ولنترك الربا وبيع المحرمات، والله يغنينا من فضله وهو الغنى الحميد.
والحمد لله رب العالمين.