الآيتان (28 _ 29) من سورة التوبة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} .
الشرح:
اعلم أيها القارئ الكريم أن هذا النداء الإلهي الموجه إلى المؤمنين من عباده وهم أولياؤه لإيمانهم وتقواهم له سبحانه وتعالى يتضمن أمرين عظيمين:
الأول: حرمة دخول المشركين المسجد الحرام والحرم المكي تابع للمسجد، فلا يحل لمشرك أو كافر من أهل الكتاب أو من غيرهم أن يدخل المسجد الحرام ومكة كلها حرم، كما لا يحل للمشرك أو الكافر أن يدخل المسجد النبوي والمدينة كذلك؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: " إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم المدينة ". وكما يحرم دخول المشركين والكافرين الحرمين الشريفين، يجب عل المؤمنين منعهم من ذلك وصدهم بأية حال.
وهذا ما دل عليه قوله تعالى في الآية الأولى في هذا النداء إذ قال عز وجل: