الآيتان (101 _ 102) من سورة المائدة
أعوذ بالله الشيطان الرجيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ، قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} .
الشرح:
اعلم أيها القارئ الكريم أن لهذا النداء سببا من أجله نادى الله تعالى عباده المؤمنين ليؤدبهم ويكملهم رحمة بهم وإحسانا إليهم فله الحمد وله المنة، وإليك بيان سبب هذا النداء قال البخاري حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودى، حدثنا أبى حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط وقال فيها: " لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ولهم خنين فقال رجل من أبى؟ قال فلان. فنزلت هذه الآية " وفى رواية لابن جرير قال فيها: حدثنا بشر حدثنا يزيد عن قتادة في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} قال فحدثنا أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه حتى أحفوه بالمسألة، فخرج عليهم ذات يوم فصعد المنبر فقال: " لا تسألوني اليوم عن شئ إلا بينته لكم فأشفق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون بين يدي أمر قد حضر، فجعلت لا ألتفت يمينا ولا شمالا إلا وجدت كلا لافا رأسه في ثوبه يبكى، فقام رجل كان يلاقى فيدعى إلى غير أبيه فقال: يا رسول الله من أبى؟ قال: أبوك حذاقة ثم قام عمر فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام