وهما من أكبر أسباب انتشار الفواحش والوقوع في العلاقات المحرمة بين الرجال والنساء.
أما الخلوة، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما» (رواه الترمذي وصححه الألباني)، ولقد أثبتت وقائع التاريخ على مدى أربعة وعشرين قرناً من الزمان صحة هذا الحديث.
أما الاختلاط، فهو من وسائل الشيطان لإفساد القلوب وإثارة الغرائز واتباع الشهوات، والمرأة إذا اختلطت بالرجل حاولت فتنته وحاول فتنتها، وقد يجر ذلك إلى الخلوة والوقوع في فاحشة الزنا والعياذ بالله.
قال ابن القيم رحمه الله: (ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر، وهو من أعظم أسباب
نزول العقوبات العامة، كما أنه من أسباب فساد أمور العامة والخاصة).
فالصاحب ساحب، والفتيات أكثر تأثراً بصاحباتهن من الفتيان، ولذلك يجب على الفتاة أن تختا صاحبات الدين والخلق اللاتي يعنها على طاعة الله، فيذكرنها إذا غفلت وينبهنها إذا حادت عن الطريق، ولا يزين لها طريق الغواية والضلال.
قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المرء على دين خليلة فلينظر أحدكم من يخالل» (روه أحمد والترمذي وحسنه الألباني).
فالزواج يؤدي إلى ضبط الشهوة، وتصريف الغريزة فيما أحل الله عز وجل، وتأخير الزواج يعمل على كبت هذه الغريزة وحبسها دون تصريف ولذلك حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الزواج المبكر فقال عليه الصلاة والسلام: «يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء» (متفق عليه).
والتساهل قد يكون في الملبس، فتلبس المرأة الملابس الضيقة أو الشفافة أو المشقوقة أو القصيرة أو المزركشة، وهي بذلك تنادي على نفسها بعدم الحياء وقلة العفاف.
وقد يكون التساهل في مشيتها وتحركاتها التي تغري بها أنظار الرجال وغرائزهم.
وقد يكون التساهل في منطقها وكلامها مع الرجال، وتعمد إلانة الكلام، أو إطالة زمن الحديث مع الرجال الأجانب بلا داع، وقد قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا}.
فالبصر أمر خطير، والمرأة مأمورة بغض بصرها كالرجال، فما فسدت فتاة إلا من جراء إطلاق البصر، وما تهتكت امرأة إلا بسبب البصر، وما تبرجت فتاة إلا بسبب البصر، وما تبرجت فتاة إلا بسبب البصر ..
كل الحوادث مبداها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر
ومع هذه العقبات عقبات أخرى، نذكر بعضها على سبيل الإجمال:
10 - النكات الماجنة والكلمات الداعرة.
11 - امتلاء القلب بمحبة الغناء.
12 - قراءة الأدب المكشوف والشعر الخبيث.
13 - الاستسلام لحيل الشيطان أو الغفلة عنها.
14 - اتباع الهوى.
15 - طول الأمل وحب الدنيا.
16 - الترف الزائد.
17 - تساهل الراعي من زوج وأب وأخ .. وغيرهم.
فاتقي الله يا أختاه والزمي درب العفاف تسلمي، وافتخري بعفافك .. واعتزي بحيائك .. وافرحي بإيمانك وطهرك وصيانتك .. ولئن فرح نساء الدنيا باتباعهن الهوى، وانقيادهن للشهوات والغرائز الشيطانية، فلسوف تفرحين أنت بطاعتك لربك في الدنيا والآخرة، وسوف تباح لك الجنة بما فيها، فيا لها من سعادة ويا له من فوز. وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.