إن العفاف طريق ينتهي بالمغفرة والصلاح، ولكن هذا لا يمنع أنه طريق محفوف بالمكاره، لأنه طريق موصل إلى جنة عرضها السموات والأرض، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات» (متفق عليه).
ولكي يصل الإنسان إلى دار السعادة، لابد أن يجتاز عقبات الطريق من الشهوات والرذائل وسائر أنواع القبائح والمحرمات والمنكرات، فيتسامى عن الانغماس في شيء من هذه الأوساخ، ولا يسقط في شعب من شعابها، فمن العقبات في طريق العفيفات:
وهي من أشد وسائل أعداء الإسلام لإفساد المرأة المسلمة، وإخراجها من طهرها وعفافها، فالموضة: اتباع الطراز الحديث، وتلقي ما تقذف به بيوت الأزياء من أنماط غريبة بالرضا والقبول، مهما كانت مخالفة لتعاليم الإسلام وحدوده في اللباس والزينة.
فاللباس في الإسلام يهدف إلى الستر والحشمة والبعد عن التعري وكشف العورات، حتى تظل المرأة مصونة بعيدة عن الفتنة وطمع الخبثاء الماجنين.
أما الموضة فإنها تهدف إلى التعري وكشف العورات وإثارة الغرائز، والبعد عن الستر والحشمة، وذبح الحياء والعفة والفضيلة، ونشر الفتنة بين الجنسين، وانتشار الفساد، حتى يصبح الناس عبيداً لشهواتهم وغرائزهم.
فعليك أيتها العاقلة أن تلتزمي بالضوابط الشرعية للباس والزينة، حتى لا تكوني مصدر فتنة وإفساد لشباب الأمة، ولا تنساقي وراء كل صيحة، ولا تتبعي إلا ما جاء في الكتاب والسنة، ولا يضعف عزيمتك كلمة تافهة تصدر على ألسنة الفاسدين.
فما يبث عبر تلك القنوات من برامج ومسلسلات وأغاني وأفلام، تدور معظم موادها على الحب والغرام والخيانة الزوجية والعري والمجون والقبلات وذبح الحياء ووأد الفضيلة والتندر بالأحكام الشرعية والاستهزاء ببعضها كحكم تعدد الزوجات، وقوامة الرجل على المرأة.
فكيف تقضي المرأة الساعات الطوال في مشاهدة هذا الغثاء وما يتخلله من صور عارية، ومشاهد فاضحة، وعبارات الحب والغرام، ثم تظل على عفافها وحيائها؟
واستمعي يا أختاه إلى صرخات هذه الفتاة التي سمح لها بمشاهدة الأفلام الفاضحة والمشاهد الماجنة ثم احكمي بعد ذلك ... تقول هذه الفتاة: (لقد تعودت مشاهدة الأفلام الغرامية منذ صغرى، حتى ألفتها، ولقد نمت لدي رغبة جنسية قوية، وعرفت
كل شيء عن الجنس وأنا دون البلوغ ... والآن أشعر بالعاطفة الجنسية الجامحة تخترق كل أحشائي، إنني لا أستطيع النوم من التفكير والتخيلات، وكلما شاهدت فيلما عاطفياً أو قرأت قصة غرامية ثارت غرائزي وعاطفتي، وتمنيت عند ذلك أن يشاركني أي أحد هذه الرغبة).
وهكذا هي هذه القنوات، إنها مصيدة الشيطان التي من وقع في شراكها فسد طبعه، وقلت غيرته، وأصبح أسيراً لشهواته وغرائزه.
وهي عقبة وقع في شراكها كثير من الفتيات، فأصبح الإنترنت لديهن مادة لإثارة الغرائز عن طريق الدخول إلى المواقع الإباحية بما فيها من عري وخلاعة وشذوذ، والإنترنت في ذاته له فوائد يعرفها كل أحد، فهي أداة سريعة للمعرفة واستدعاء المعلومات في شتى مناحي الحياة والعلوم، ولكنها تحتاج إلى تقنين في التعامل والحرص على النفس والتقوى.
وعلى الفتاة العاقلة والمرأة الرشيدة أن تحذر كل الحذر من كل ما يخدش حياءها أو يذهب عفافها مهما توهمت أن في ذلك المحرم لذة.
تفنى اللذائذ ممن نال صفوتها ... من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها ... لا خير في لذة من بعدها النار
والفتنة بهذه المجلات كبيرة وخطيرة حداً، غذ إنها تدعو إلى العري والرذيلة، فتقوم بنشر صور النساء يرتدين أحدث موديلات الأزياء، فتقوم بنشر صور النساء يرتدين أحدث موديلات الأزياء، فتفتتن النساء بهن ويتعلقن بهذه الأزياء العارية، فما تلبث أن تهرول وتنفق المال في شراء عارها بأعلى الأثمان، وتدعم بذلك أعداء الإسلام وتمدهم بأسباب القوة والتقدم، وتجهل أن ما يصلح لنساء الغرب لا يكون مناسباً لنساء المسلمين، ولكنه التقليد الأعمى.