الثالث: عن عبد الغني بن رفاعة [اللخمي] (?) المعروف بابن أبي عقيل المصري شيخ أبي داود، وابنه أبي بكر بن أبي داود، عن عبد الله بن وهب، عن مالك بن أنس.
قوله: "احفوا" أمر من أحفى شاربه؛ إذا استأصل قطعه.
قوله: "واعفوا اللحى" أي اتركوها حتى تكثر وتطول، قال القاضي: وفي رواية "أوفوا اللحى"، وهو بمعنى اعفوا أيضًا.
وذكر مسلم (?) في حديث أبي هريرة أيضًا: "أرجوا اللحى" كذا عند أكثر شيوخنا.
ولابن ماهان: أرجوا -بالجيم- قيل: معناه أخروا، وأصله: أرجئوا فَسُهِّلت الهمزة بالحذف، وكأن معناه: اتركوا فيها فعلكم بالشوارب.
وفي البخاري (?): "وفروا اللحى" قال أبو عبيد في إعفاء اللحى: هو أن توفر وتكثر، ويقال: عفى الشيء إذا كثر وزاد، وأعفيته أنا وعفى إذا درس، وهو من الأضداد ومنه الحديث: "فعلى الدنيا العفاء" (?) أي الدروس، ويقال: التراب.