قوله: "ونوِاء" بكسر النون والمد، وهو المعاداة، وهو أن ينوي إليك وتنوي إليه أي تنهض. قال الداودي: بفتح النون والقصر، قال: وكذا روي، والمشهور الأول.
وقال ابن قرقول: والقصر وفتح النون وهم. وقال الإِسماعيلي: قال ابن أبي الحجاج عن أبي المصعب: "بواء" بالباء.
قوله: "كانت له وزرًا" الوزر -بكسر الواو-: الإثم يريد باعتقاده وأن يقاتلهم عليها.
قوله: "بالحُمُر" بضم الميم: جمع حمار.
قوله: "إلا هذه الآية الفاذة" بالذال المعجمة أي المنفردة القليلة النظير في معناها، وجَمَعَت -على انفرادها- حكم الحسنات والسيئات المتناولة لكل خير ومعروف، ومعناه: أن من أحسن إليها أو أساء رآه في الآخرة.
ويستنبط منه أحكام:
فيه دلالة على فضيلة الخيل على سائر الحيوان.
وفيه: أن اقتناء الخيل لنية الاعتداد في سبيل الله فيه ثواب جزيل وأجر جميل.
وفيه: حجة لأبي حنيفة بقوله: "لم ينس حق الله في رقابها" على وجوب الزكاة في الخيل السائمة، وقد مرّ الكلام فيه مستقصى في كتاب الزكاة.
وفيه: احتج بعضهم بقوله: "لم ينزل الله علي في الحمر شيئًا" أن النبي -عليه السلام- لم يكن مجتهدًا، وإنما كان يحكم بالوحي.
وأجيب بأنه -عليه السلام- لم يظهر له أو لم يفسر الله -عز وجل- من أحكام الحمير وأحوالها ما قاله في الخيل وغيرها، وإنما لم يسألوه عن البغال لقلقها عندهم، أو لأنها بمنزلة الحمير.
وفيه: الإشارة إلى التمسك بالعموم.
وفيه: الإشارة على صحة القياس والاستنباط وكيف يفهم معنى التنزيل؛ لأنه نبَّه -عليه السلام- ما لم يذكر الله -عز وجل- في كتاب وهي الحمر بما ذكر {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ