وإنما سمي نعيم به؛ لأن النبي -عليه السلام- قال: "دخلت الجنة فسمعت نحمةً من نعيم -أي سعلة" فبقى عليه.

وقد جاء اسمها مصرحًا في رواية ابن عمر من حديث عبد الله بن عقبة، عن أبي الأسود، عن حميد بن نافع، عن زينب بنت أبي سلمة، عن عاتكة بنت نعيم بن عبد الله النحام: "أنها جاءت رسول الله -عليه السلام- فقالت: إن ابنتها توفي زوجها فحدت عليه، فرمدت رمدًا شديدًا، وقد خشيت على بصرها، هل تكتحل؟ قال: إنما هي أربعة أشهر وعشرًا، قد كانت المرأة منكن تحد سنةً، ثم تخرج فترمي بالبعرة على رأس الحول".

وقال ابن شكوال: اسم زوجها المغيرة.

قوله: "فقال: لا، أريعة أشهر وعشرًا". فيه حذف، وتقديره: ليس خوفٌ على بصرها، فلتصبر أربعة أشهر وعشرًا، أو فلتحد أربعة أشهر وعشرًا.

فهذا على تقدير انتصاب أربعة. ويجوز أن تكون بالرفع، والتقدير: ليس خوف على بصرها، ومدة الصبر والحداد أربعة أشهر، فحينئذٍ تكون العشر أيضًا مرفوعًا على الأربعة. فافهم. ويقال: "لا" ها هنا نهي تنزيه، والمعنى: لا تكتحل.

قال النووي: جوزه بعضهم للحاجة وإن كان فيه طيب.

ومذهبنا جوازه ليلاً عند الحاجة بما لا طيب فيه.

وقال القرطبي: فإن اضطرت إلى الكحل قال بعضهم: تجعله بالليل وتمسحه بالنهار. وهو قول النخعي وعطاء وأبي حنيفة والشافعي ومالك. حكاه الباجي.

قوله: "ثم ترمي على رأس السنة بالبعر". قيل: معناه أنها رمت بالعدة وراء ظهرها كما رمت بالبعرة، وقيل: هو إشارة إلى أن طول مقامها في سوء تلك الحال أسفًا على الزوج هينٌ لما توجبه المراعاة وكرم العشرة كما يهون الرمي بالبعرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015