بخلاف ما عمل به النبي - عليه السلام - يومئذ، فدل ذلك أنهم علموا أيضًا ما قد علمه عمر - رضي الله عنه - من النسخ، فصار ذلك منهم إجماعًا.

وأخرج الأثر الذي دل على ذلك، عن إبراهيم بن مرزوق، عن أبي عاصم النبيل الضحاك بن مخلد شيخ البخاري، عن عثمان بن الأسود بن موسى روى له الجماعة، عن عطاء بن أبي رباح ... إلى آخره.

وهذا مرسل.

قوله: "عيرًا" بكسر العين وسكون الياء آخر الحروف: الإبل بأحمالها من: يعير، إذا سار، وقيل: هي قافلة الحمير، فكثرت حتى سميت بها كل قافلة، كأنها جمع عير -بفتح العين- وكان قياسها أن تكون فُعْلًا -بالضم- كسُقُف في سَقْف، إلا أنه حوفظ على الياء بالكسرة نحو: عِين.

قوله: "وأحقابها" الأحقاب: جمع حَقَب -بفتحتين- وهو الحبل الذي يشدّ على حقو البعير.

ص: ومما يدل على أن ذلك منسوخ، وأن العمل على خلافه: أن الأمة قد أجمعت أن رجلًا لو ترك إمامه من صلاته شيئًا أنه يسبح به ليعلم إمامه ما قد ترك فيأتي به وذو اليدين لم يسبح برسول الله - عليه السلام - يومئذ، ولا أنكر رسول الله - عليه السلام - كلامه إياه، فدل ذلك أن ما علم رسول الله - عليه السلام - الناس من التسبيح لنائبة تنوبهم في صلاتههم كان متأخرًا عن ذلك.

ش: أي: ومن الذي يدل على أن ما كان من أمر ذي اليدين منسوخ وأن العمل بعده كان على خلافه: أن أمة النبي - عليه السلام - قد أجمعوا ... إلى آخره، وهو ظاهر، وقد ذكرنا نحوًا من ذلك فيما مضى.

قوله: "فدل ذلك أن ما علَّم" بتشديد اللام من التعليم.

قوله: "لنائبة تنوبهم" أي: لحادثة تنزل بهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015