ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن زَيْد قال: "خرجنا مع علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - إلى صِفّين، فصلى بنا ركعتين بين الجسر والقنطرة".
ش: ابن مرزوق هو إبراهيم، وأبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، وسفيان هو الثوري، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي، وعبد الرحمن بن زَيْد الفائشي -بالفاء- الكوفي. قال ابن المديني: مجهول.
وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (?): ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن زيد الفائشي قال: "خرجنا مع علي - رضي الله عنه - إلى صِفين، فصلى بين الجسْر والقنطرة ركعتين".
قوله: "إلى صِفّين" بكسر الصاد المهملة وتشديد الفاء، وهو موضع كانت به وقعةٌ بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - بالقرب من الفرات شرقي بلاد الشام، وكانت وقعة صِفين في سنة سبع وثلاثين من الهجرة.
و"الجسر": وإحد الجسور معروف، وهو ما يكون من الحجر والخشب ونحوهما.
و"القنطرة" لا تكون إلا من الحجر فكل قنطرة جسر وليس كل جسر قنطرة.
وقال الجوهري: القنطرة الجسر. ولم يفرق بينهما، والصحيح ما ذكرناه.
وأراد بالجسر: جسر المدينة التي خرج منها عليٌّ - رضي الله عنه -، والظاهر أنها الكوفة، وكذلك قنطرة المدينة التي خرج منها عليٌّ - رضي الله عنه - إلى صفّين.
ويستفادُ منه حكمان:
أحدهما: أن عليًّا كان ممن يقصر الصلاة في السفر.
والآخر: أن ابتداء القصر من حين مفارقة بيوت المصر؛ وذلك لأن جسر المدينة وقنطرتها لا يكونان إلا في آخر عمارتها.