كان يوتر بتسع ركعات" (?).

حدثنا أحمد بن داود، قال: ثنا سهل بن بكار، قال: ثنا أبو عوانة، عن الأعمش عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - عليه السلام - يوتر بتسْع، فلما بلغ سنًّا وثقل؛ أوتر بسبع".

حدثنا أبو أيوب عبد الله بن عبيد بن عمران بن خلف الطبراني، قال: ثنا محمَّد ابن عبد الله بن نمير، قال: ثنا ابن فُضَيل، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن يحيى بن الجزار، عن عائشة - رضي الله عنها -، مثله.

ففي هذا الحديث كان وتره تسعًا؛ إلا أن فهدًا قد حدثنا، قال: ثنا الحسن بن الربيع، قال: ثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: "أن النبي - عليه السلام - كان يُصلي من الليل تسع ركعات".

ففي هذا الحديث أن تلك التسع هي صلاته التي كان يصليها في الليل، فخالف هذا ما قبله من حديث الأسود، واحتمل أن يكون جميع ما قد سمّاه وترًا هو جميع صلاته التي فيها الوتر؛ والدليل على ذلك ما في حديث يحيى بن الجزار: "أنه كان يُصلي قبل أن يضعف تسعًا؛ فلما بلغ سنًّا صلى سبعًا".

فوافق ذلك ما رواه سعد بن هشام في حديثه من الثمان التي كان يصليهن أولًا، ويوتر بواحدة، فلما بدّن جعل تلك الثمان ستًّا وأوتر بالسابعة، فدلّ هذا على أنه سمّى جميع صلاته في الليل -التي كان فيها الوتر- وترًا؛ حتى تتفق هذه الآثار ولا تتضادّ.

ش: أي لما وقع الاضطراب في رواية عروة عن عائشة في صفة وتر النبي - عليه السلام - لم يكن فيما روى عروة عنها حجة لأحد، فوجب الرجوع في ذلك إلى ما رواه غير عروة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015