اعلم أن أفعال المقاربة (?) أربعة: عَسَى، وكَادَ، وكَرَبَ، وأَوْشَكَ.
وهذه الأفعال تدخل على الجملة الاسمية، مثل: «كَانَ»؛ فترفع الاسم، وتنصب الخبر، إلّا أَنَّ خبرها يكون فعلا مضارعا مع أَنْ (?)، مثل: «عَسَى زَيْدٌ أَنْ يَّخْرُجَ»، أو بلا أَنْ، مثل: «عَسَى زَيْدٌ يَخْرُجُ» (?).
ويجوز أن يقع الفعل المضارع مع أَنْ فاعلًا لـ عَسَى، ولا تحتاج إلى الخبر، مثل: «عَسَى أَنْ يَّخْرُجَ زَيْدٌ» (?)، وهذا في محل الرفع بتأويل المصدر.
اعلم أن أفعال الذم أربعة: نِعْمَ، وحَبَّذَا للمدح، وبِئْسَ، وسَاءَ (?) للذم.
وكل ما يقع بعد الفاعل يسمى مخصوصًا بالمدح (?)، أو مخصوصا بالذم (?).
والشرط أن يكون فاعله معرّفًا باللام، مثل: «نِعْمَ الرَّجُلُ زَيْدٌ»، أو مضافًا إلى المعرفة باللام، مثل: «نِعْمَ صَاحِبُ الْقَوْمِ زِيْدٌ»، أو ضميرا مستترا مميزا بنكرة منصوبة، مثل: «نِعْمَ رَجُلًا زَيْدٌ»؛ وفيه فاعل «نِعْمَ» «هُوَ» مستتر فيه، و «رَجُلًا» منصوب على التمييز، لأن «هُوَ» مبهم، و «حَبَذَّا زَيْدٌ»، «حَبَّ» فعل المدح، و «ذَا» فاعله، و «زَيْدٌ» مخصوص بالمدح (?)، وكذلك «بِئْسَ الرَّجُلُ زَيْدٌ»، و «سَاءَ الرَّجُلُ عَمْرٌو».