أخبر الله به فهو كافر، قال تعالى في الذين يكفرون ببعض أصول الاعتقاد: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَينَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَينَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء: 150 - 151].
وذمَّ أهل الكتاب لكفرهم بما أنزل الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَينَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ} [البقرة: 91].
ومن هنا يظهر لنا خطأ إطلاق اسم الإيمان على الذين يؤمنون بوجود الله من الكفار، ولو لم يعبدوه ويوحدوه، ولو لم يؤمنوا بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر، فالإيمان بوجود الله وحده لا يكفي.
الخامس: الاعتقاد الجازم لا يكفي وحده، فقد جَزَمَ فرعون بأنّ الآيات التي جاء با موسى هي من عند الله {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا} [النمل: 14].
وإبليس جازم بصدق الرسل والكتب، بل لا بدَّ مع الاعتقاد الجازم من الرضا بالله ربًا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولًا، ولا بدَّ من الإعلان عن ذلك باللسان، وتصديق ذلك بالعمل، أي الإذعان والانقياد لله تبارك وتعالى، فما آمن من اعتقد ورفض الخضوع والطاعة لله كما هو حال الشيطان والمستكبرين.
السادس: سبق أن تحدثنا عن مفهوم الإيمان عند السلف الصالح، وأن الإيمان اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالأركان، وعلى ذلك فمفهوم الإيمان أوسع من مفهوم العقيدة, العقيدة في المصطلح الإسلامي جزء من الإيمان، وهي