الحياة مجال صراع بين بني البشر، وكثير من البشر يجهل حقيقة هذا الصراع، فيقضي نحبه في صراع يدمره ويهلكه، وقد وجه الإسلام أبناءه إلى مصارعة الباطل، وأمرهم بمناصرة الخير.
والإسلام أمر بمصارعة الباطل في حنايا النفس الإنسانية، وفي داخل المجتمع المسلم، كما أمر بمصارعة الباطل في معاقله، وهي تلك المجتمعات التي تقيم حياتها بعيدًا عن هدي السماء.
ولقد أهدى الإسلام البشرية الحياة والنور والضياء والحق، وأنقذهم من الجهل والشرك والضلال، ولكن البشر يأبون إلا أن يحاربوا الخير والهدى، ويصرون على الحياة في الظلام.
لقد كان الإسلام دينًا زاحفا يهاجم الجاهلية في معاقلها، وكانت ثقافته ثقافة زاحفة أيضًا، وقد كان تأثير الإسلام وثقافته في العالم كله تأثيرا كبيرا، وكان همّ كثير من الأمم كاليهودية والنصرانية والمجوسية حماية مجتمعاتهم من هذا الدين الآسر الزاحف، ثم حاولوا مهاجة الإسلام، وقذف النصارى بمئات الألوف من أبنائهم في هجمة شرسة على معاقل الإسلام، ولكن المسلمين أطاحوا بهم وردوهم على أعقابهم بعد جهاد مرير، وتلك الحروب هي التي عرفت "بالحروب الصليبية" في التاريخ.