الفريق الأول: أهل المكر بهذه الأمّة، الذين يعلمون طبيعة هذا الدين، ويعرفون حقيقته، وأنه دين شامل، جاء ليحكم عباد الله بمنهج الله، ولكنهم الفريق الأول: أهل المكر بهذه الأمة، الذين يعلمون طبيعة هذا الدين، ويعرفون حقيقته، وأنه دين شامل، جاء ليحكم عباد الله بمنهج الله، ولكنهم يمكرون بهذه الأمة لإقصاء دين الله عن موقعه حتى لا تعود الأمّة إلى أصالتها، وكي لا تعود إليها روحها التي تبني منها النفوس، وتصلح منها القلوب والعقول، ويبقى أهل الشر هم المسلطون على رقابها، ويمتطون ظهورها، ويمصون خيراتها، بلا حسيب ولا رقيب.
والفريق الثاني: جاهل بطبيعة هذا الدين، ألبس عليه أهل المكر حقيقة هذا الدين، فظنَّ أن العلماء المسلمين يشرعون باسم الله ما يشتهون، كما هو الحال في رجال الكهنوت في الدين النصراني، الذين يغفرون الذنوب، ويدخلون الناس الجنة، بل يبيعونهم إياها بثمن بخس. إن العلماء المسلمين مثلهم مثل حكام المسلمين، ليس لهم إلَّا أن يحكموا الناس بالهوى، ويشرعون ما يشاؤون، فالإسلام دين يحكم العباد، فلذا حاد العباد عن دين الله، فإنه يجب على بقية الأمة أن تقف في وجوههم، وتقيمهم على الجادة. إن المأمومين في الصلاة يتابعون الإمام ما استقام على المنهج الذي شرعه الله، فإن صلَّى على طريقةٍ مخالفة للمنهج الرباني فلا متابعة له، ولا اقتداء به، وهذا ماضٍ في كل أمر من الأمور، وفي ذلك يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
إنَّ الذين يزعمون أن الله فوَّض إليهم سلطانه، وأن ما يصدرونه من أحكام وقوانين يمثل إرادة الله ومشيئته ضالون، وفي يوم القيامة يتبرأ عيسى عليه السلام مما نسبه إليه الضالون من النصارى، قال تعالى: