يعجب كثير من المنتسبين للإسلام، الذين تثقفوا بثقافة الغرب، ونهلوا من مناهله المشوبة إذا قلت لهم: إن الإسلام جاء ليقيم دولة، ويحكم أمّة، وينظم العلاقات بين البشر، وفيه كل القواعد المتناسقة المترابطة التي تنظم الحكم، وتبين طريقة ممارسة السلطة الحاكمة للحكم.
إنَّ المستغربين من بني قومنا، الذين هم من جلدتُنا، ويتكلمون بألسنتنا - يظنون كما ظن العلمانيون في ديار الغرب أن الدين علاقة بين الفرد وربه، ولا يجوز أن يسمح للدين في التدخل في شؤون الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والقضائية ... ، ويذهبون إلى ما ذهب إليه أساتذتهم من وجوب فصل الدين عن الدولة.
وقد نجحت الحكومات التي تحكم ديار الإسلام في تحقيق هذه الفكرة الغربية، فأقصى الإسلام عن الحكم، وإن نصت أكثر دساتير هذه الدولة على أن دين الدولة الإسلام.
إن الذين رددوا هذه الفكرة وأصلوها في ديارنا فريقان: