يرتبط مع عقيدة الإسلام، وخلق الإسلام وتشريعات الإسلام الأخرى، ولا يمكن أن نقيم نظام الإسلام الاقتصادي بعيدًا عن أنظمة الإسلام الأخرى، لأن هذا النظام لا يؤدي دوره الأداء الصحيح في إصلاح الجانب المالي عند الأمَّة ما لم يعمل الإسلام عمله في إصلاح النفوس، وغرس القيم الفاضلة فيها، وإحاطة المجتمع بسوره الأخلاقي الذي يحكم مسيرة الفرد والمجتمع.
عندما يتعامل الفرد وفق نظام الإسلام يجد هذا النظام قريبًا إلى فطرته، فلا تجد صدودا عن التعامل به، فالإنسان مفطور على حب التملك، والإسلام يبيح الملكية في أوسع صورها، وكل ما يفعله هو تقييدها بقيود حتى لا تضر الفرد ولا المجتمع، وكذلك يبيح له من العمل ما لا يضر بنفسه أو غيره أفرادًا وجماعات.
وإذا أنت نظرت في النظام الشيوعي وجدته يصادم الفطرة الإنسانية حيث يمنع من ملكية وسائل الإنتاج ويحول الشعب إلى عمال عند الدولة، وفي سبيل تحقيق هذا المبدأ استولى على الأراضي والمصانع والمنشآت، ولما كان الإنسان مفطورًا على حب التملك والحرص على المال فإن الناس هناك ثاروا، فسالت دماؤهم أنهارًا، لقد قتل الشيوعيون في روسيا أكثر من ثلاثين مليونا من البشر، هذا عدا الذين سجنوهم أو نفوهم.
ويصادم النظام الشيوعي الفطرة الإنسانية من جانب آخر، فهو يطالب كل عامل في الدولة أن يبذل كل ما يستطيع في سبيل تحقيق الغاية من العمل الذي يقوم به، ولكنه لا يعطيه ما يكافيء جهده، بل يعطيه من المال ما يسد حاجته، والإنسان مفطور على أن يبذل من الجهد بمقدار ما يتوقع من المكافأة، فإذا كانت