هؤلاء الذين ينسبون لله الظلم وخاب سعيهم، إن القرآن يقرر هنا حقيقة: وهي أن البيت كالمجتمع تماما يحتاج إلى قيادة، يحتاج إلى أن يكون شخص ما فيه هو المسؤول الأول، كي يحسم الأمور إذا لم يحصل الاتفاق، وقد جعل الله ذلك للرجل لأمرين:
الأول: لأنَّ الله فضله، وهذا التفضيل بسبب تلك الخصائص التي ميزه الله بها كي يؤدي دوره ويقوم بواجباته.
الثاني: أن الأزواج هم المسؤولون عن الإنفاق على أزواجهم وأولادهم.
والذين لا يثبتون فروقًا بين الرجل والمرأة يتعامون عن الحقيقة، والذين لا يرون أن الرجل أقدر على القيادة عماهم أكثر وأشدّ، "لقد أثبت علم الأحياء أن التكوين الجسمي في المرأة غيره في الرجل، فالتكوين الجسمي في المرأة، وما يكون فيها من غدد تعدّها لخصائص الأنوثة في دقة الخاصرة وبروز الثديين، ولين الجانب، ورقة العاطفة، ونعومة الملمس، وعذوبة الحديث، وغلبة الحياء، وكثرة الخجل، وقلة الجلد، وضعف التحمل.
والمرأة يأتيها في كل شهر ما يأتي النساء من المحيض فيسوء الهضم، وتصاب بالآلام في البطن، وصداع في الرأس، وتبلد في الحس، وضعف في التفكير، وانفعال في النفس ... وتحمل فتصاب في الشهور الأولى بغثيان وتقيؤ وصدود عن الطعام والشراب، وانحراف في المزاج وكسل وهبوط، وتظل آلام الحمل العادي معها تسعة أشهر، وتشتد وطأتها في الشهور الأخيرة، فلا تقوى على الكثير من الحركة، وتشكو آلامًا في البطن والصدر والرأس وتحسّ بضيق عام يأخذ بخناقها، ويفسد مزاجها، ويعكر صفو عيشها، وتضع فتأتي فترة الرضاعة، وتتعرض في الأسابيع الأولى لكثير من الأمراض، وتظلّ حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ضعيفة البنية، يتحول ما تأكله إلى لبن يروي وديعة الفطرة، ويغذي