وتصادم الحق الذي ينبغي أن تقوم عليه حياة البشر.
وقد تمرد النصارى على دينهم المحرف، فعاد المجتمع الذي يدعوه دينه المحرف إلى الرهبنة مجتمعا أقرب إلى الإباحية منه إلى الرهبنة، وما حديث دول الغرب وما يجري في مجتمعاتهم بين رجالهم ونسائهم بسر. إن الذي يقرره الإسلام أن الزواج هو سنة الحياة، وهو يقتضي تكوين الأسرة على أسس وأصول، وإن لم يحدث ذلك فإنه يقع فساد كبير.
للزواج حكم تدركها عقول أولي الألباب، وقد أشارت إليها نصوص الكتاب العزيز، فمن ذلك:
1 - أنه سكن للنفوس، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيهَا وَجَعَلَ بَينَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].
وكلمة (تسكنوا) تعني حاجة فطرية بعيدة الغور في النفس الإنسانية وإذا لم تلبَّ هذه الحاجة الفطرية فإن البديل هو القلق النفسي، والتعب القلبي، وقد عدّ علماء النفس العزوف عن الزواج أحد أسباب الأمراض النفسية السائدة في عالم الغرب.
والزواج سكن لأن زوج الإنسان جزء منه، فحواء مخلوقة من آدم، فالرجل والمرأة متوافقان نفسيًا، وروحيًا، ولذلك فإن المشاعر الإنسانية الراقية من الود والرحمة تنشأ وتنمو في ظلال العلاقة الزوجية {وَجَعَلَ بَينَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].