ذلك أن النص القرآني قد يكون مجملًا أو مبهمًا أو عامًّا أو مطلقًا، فتكون السنة بيانًا للمجمل، وتوضيحًا للمبهم، وتخصيصًا للعام، وتقييدًا للمطلق.
جاء الأمر بالصلاة أمرًا مطلقًا عامًّا {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [البقرة: 43].
فبين الرسول أعداد الصلوات، وعدد ركعات كل صلاة، وأوقاتها، وكيفياتها، وما يباح وما لا يباح فيها، وأمر القرآن بالزكاة، {وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: 43].
فبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - مقاديرها وشروطها، وأمر القرآن بقطع يد السارق {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيدِيَهُمَا} [المائدة: 38].
فبين الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكان القطع، ومقدار المال الذي يجب فيه القطع، وقد تأتي السنة بأحكام غير مذكورة في القرآن, كتحريم الرسول - صلى الله عليه وسلم - كل ذي ناب من السباع، وكل ذي مخلب من الطير، وكتحريمه الحمر الأهلية.
تعرضت السنة في القديم والحديث لهجوم شديد، فمن الذين ينسبون إلى الإسلام من ينكر حجيتها إنكارًا مطلقًا, ومنهم الذي ينكر حجيّة الآحاد من الأحاديث، ومنهم من ينكر حجيّة أحاديث الآحاد في العقائد دون غيرها من الأحكام.
والذين ينكرون حجية السنة مغرضون, يريدون التلاعب بالقرآن، لأن السنة تبين القرآن وتوضحه، فإذا أُقصي التوضيح والبيان - سهل عليهم التلاعب، بآيات القرآن من خلال الآيات المجملة، والنصوص المطلقة، حيث يحملونها على